أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

هذا باب إعراب الفعل

صفحة 145 - الجزء 4

  {فَأَوْحَيْنا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ}⁣(⁣١) {وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا}⁣(⁣٢).

  والزائدة هي: التالية ل (لمّا)، نحو: {فَلَمَّا أَنْ جاءَ الْبَشِيرُ}⁣(⁣٣)، والواقعة بين الكاف ومجرورها، كقوله:

  كأن ظبية تعطو إلى وارق السّلم⁣(⁣٤)


= الشرط الرابع: ألا يدخل على أن هذه حرف جر، فإن دخل عليها حرف الجر كأن تقول (كتبت إليه بأن قم) أو تقول (كتبت إليه أن أفعل كذا) وأنت تقدر الباء قبل أن، فهي في هذين المثالين أن المصدرية، والمصدر المنسبك منها ومن مدخولها مجرور بالباء الملفوظ بها أو المقدرة.

هذا، وقد أنكر جمهور الكوفيين أن تكون (أن) تفسيرية، وقالوا في تعليل هذا المقال، إنك لو قلت (كتبت إليه) فكيف تكون أن تفسيرية وما بعدها ليس تفسيرا لما قبلها.

والصحيح في هذه المسألة ما ذهب إليه البصريون، وتفسير ما بعد أن لما قبلها على ضربين؛ لأنه إما أن يكون تفسيرا لنفس الفعل السابق وبيانا له نحو قولك (أمرته أن اضرب صفحا عن هذا) فإن ما بعد أن بيان لنفس أمرته، وإما أن يكون تفسيرا وبيانا لمفعول الفعل السابق نحو (كتبت إليه أن أطع ربك) فإن (أطع ربك) ليس تفسيرا وبيانا لقولك كتبت إليه، ولكنه بيان للمكتوب.

(١) سورة المؤمنين، الآية: ٢٧.

(٢) سورة ص، الآية: ٦.

(٣) سورة يوسف، الآية: ٩٦.

(٤) هذا الشاهد قد اختلف العلماء في نسبته إلى قائله، وقد سبق للمؤلف الاستشهاد به في باب (إن) وأخواتها، وتكلمنا عليه هناك وبينا الاختلاف الذي نشير إليه بيانا لا يحتاج معه إلى الإعادة، والذي ذكره المؤلف ههنا عجز بيت من الطويل، وصدره قوله:

ويوما توافينا بوجه مقسّم

الشاهد فيه: ههنا قوله (كأن ظبية) فيمن رواه بجر ظبية، فإن تخريج ذلك على أن ظبية مجرور بالكاف، وأن زائدة بينهما، وأما من رواه بالنصب فعلى أن (كأن) حرف تشبيه ونصب، مخفف من المثقل، وظبية اسمه، وفيه غير ذلك من الأعاريب وقد ذكرناها هناك.