هذا باب شرح الكلام، وشرح ما يتألف الكلام منه:
  والكلم: اسم جنس جمعيّ، واحده كلمة(١)، وهي: الاسم، والفعل، والحرف، ومعنى كونه اسم جنس جمعيّ أنه يدل على جماعة، وإذا زيد على لفظه تاء التأنيث فقيل «كلمة» نقص معناه، وصار دالّا على الواحد، ونظيره لبن ولبنة، ونبق ونبقة.
  وقد تبين - بما ذكرناه في تفسير الكلام: من أن شرطه الإفادة، وأنه من كلمتين، وبما هو مشهور من أن أقل الجمع ثلاثة - أن بين الكلام والكلم عموما
= والمؤلف من فعل واسم له صورتان، لأنه إما من فعل وفاعل نحو «قام زيد» وإما من فعل ونائب فاعل نحو «قطع الغصن».
والمؤلف من جملتين له صورتان، لأن الجملتين إما جملتا القسم وجوابه نحو أقسم باللّه لأكرمنك» وإما جملتا الشرط وجوابه نحو «إن تجتهد تنجح».
والمؤلف من فعل واسمين له صورة واحدة وهي «كان» أو إحدى أخواتها مع اسمها وخبرها نحو قولك «كان الجو حارا» و «أصبح الجو باردا».
والمؤلف من فعل وثلاثة أسماء له صورة واحدة أيضا وهي «ظنّ» أو إحدى أخواتها مع فاعلها ومفعوليها نحو «ظننت الوقت متسعا».
والمؤلف من فعل وأربعة أسماء له صورة واحدة أيضا وهي «أعلم» أو إحدى أخواتها مع فاعلها ومفعولاتها نحو «أعلمت زيدا عمرا مخلصا».
(١) اختلفوا في لفظ «كلم» فقيل: هو جمع مفرده كلمة، وقيل: هو اسم جمع؛ لأنه ليس على زنة من أوزان الجموع المحصورة المشهورة، والصحيح أنه اسم جنس جمعي كما قال المؤلف - واسم الجنس على نوعين: الأول اسم جنس إفرادي، وهو «ما دل على القليل والكثير من جنس واحد بلفظ واحد» وذلك كماء وتراب وزيت وخل، ومنه المصدر كضرب وشرب وقيام وجلوس. والثاني: اسم جنس جمعي، وهو «ما يفرق بينه وبين واحده بالتاء غالبا» وذلك بأن يكون الواحد بالتاء واللفظ الدال على الجمع بغير تاء، وذلك مثل كلم وكلمة، وبقر وبقرة، وشجر وشجرة، ولبن ولبنة، ونبق ونبقة، وقولنا «غالبا» للإشارة إلى شيئين: أولهما أنه قد يفرق بين الواحد واللفظ الدال على الجمع بالياء المشددة نحو روم ورومي، وزنج وزنجي، وترك وتركي، وثانيهما أنه قد يكون اللفظ الدال على الجمع مقترنا بالتاء والمفرد خاليا منها، عكس الغالب، نحو كمء وكمأة، وذلك النوع في العربية قليل جدا.