هذا باب إعراب الفعل
  فضرورة، أو الخبر محذوف، أي: إنّي لا أستطيع ذلك.
  وإن كان السابق عليها واوا أو فاء جاز النّصب(١)، وقد قرئ: وإذن لا
= اللغة: (لا تتركني) يريد: لا تصيرني بهذه المنزلة، ونظيره قول النابغة الذبياني في اعتذاراته للملك النعمان:
فلا تتركنّي بالوعيد كأنّني ... إلى النّاس مطليّ به القار أجرب
(شطيرا) الشطير - بفتح الشين - مثل البعيد والغريب في الوزن والمعنى (أهلك) أموت (أطير) معناه الأصلي أذهب بعيدا.
الإعراب: (لا) حرف نهي (تتركني) تترك: فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة في محل جزم بلا الناهية، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت.
ونون التوكيد حرف لا محل له من الإعراب، وياء المتكلم مفعول أول لتترك مبني على السكون في محل نصب (فيهم) جار ومجرور متعلق بقوله تترك (شطيرا) مفعول ثان لتترك منصوب بالفتحة الظاهرة (إني) إن: حرف توكيد ونصب، وياء المتكلم اسمه مبني على السكون في محل نصب (إذن) حرف جواب وجزاء (أهلك) فعل مضارع منصوب بإذن وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا (أو) حرف عطف مبني على السكون لا محل له من الإعراب (أطيرا) فعل مضارع معطوف على أهلك منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا، والألف للإطلاق.
الشاهد فيه: قوله (إني إذن أهلك) حيث نصب الفعل المضارع الذي هو أهلك بعد إذن، مع أن إذن ليست مصدرة، بل هي مسبوقة بقوله إني، وقد تقدم لنا أن من صور وقوع إذن في حشو الكلام أن تقع بين المبتدأ والخبر، وهي هنا واقعة بين إن مع اسمها وبين خبرها، فما في البيت من هذه الصورة بحسب ظاهر الكلام.
وقد جرى جماعة على أن ذلك ضرورة من ضرورات الشعر، وذلك بناء على أن (إذن) وما بعدها جملة في محل رفع خبر إن.
وخرجه جماعة على ما ذكره المؤلف، وهو تخريج حسن، وحاصله أن خبر (إن) محذوف، و (إذن) واقعة في صدر جملة مستأنفة، وكأنه قد قال: إني لا أستطيع ذلك، أو قال: إني لا أقدر على ذل، ثم استأنف كلاما مترتبا على ما ذكر فقال: إذن أهلك أو أطيرا.
(١) فإن قلت: فهل جواز الرفع والنصب خاص بوقوع (إذن) بعد واو العطف وفائه، أو =