هذا باب إعراب الفعل
  يلبثوا(١) {فَإِذاً لا يُؤْتُونَ}(٢)، والغالب الرفع، وبه قرأ السّبعة.
  الثاني: أن يكون مستقبلا؛ فيجب الرفع في نحو: (إذن تصدق) جوابا لمن قال: (أنا أحبّ زيدا).
  الثالث: أن يتّصلا، أو يفصل بينهما القسم(٣)؛ كقوله:
  [٤٩٧] -
  إذن واللّه نرميهم بحرب
= تستوي حروف العطف كلها في ذلك الحكم؟
فالجواب أن ظاهر عبارة ابن مالك في الألفية أن حروف العطف كلها سواء في ذلك الحكم، وذلك لأنه يقول (وانصب وارفعا * إذا (إذن) من بعد عطف وقعا) وعلى ذلك لو قلت (أنا خارج إلى حومة الحرب ثم إذن أقاتل الأعداء) جاز في (أقاتل) النصب والرفع، ولكن عبارة ابن هشام هنا خصت هذا الحكم بفاء العطف وواوه وكأنه أراد أن يستدرك على تعميم ابن مالك، وعلى هذا لا يجوز إلا الرفع في الفعل المضارع الذي يلي (إذن) المسبوقة بثم أو غيرها من حروف العطف.
(١) سورة الإسراء، الآية: ٧٦، وهذه قراءة ابن مسعود.
(٢) سورة النساء، الآية: ٥٣، وهذه قراءة أبيّ بن كعب.
(٣) أجاز ابن هشام في مغني اللبيب النصب مع الفصل بالظرف أو الجار والمجرور وأجازه ابن بابشاذ مع الفصل بالنداء أو الدعاء، وأجازه الكسائي وهشام مع الفصل بمعمول الفعل، إلا أن الكسائي يرجح النصب وهشاما يرجح الرفع.
[٤٩٧] - قد نسب قوم هذا الشاهد إلى حسان بن ثابت الأنصاري، وهو مذكور في ديوانه بيتا مفردا من غير سابق أو لاحق، والذي أنشده المؤلف ههنا صدر بيت من الوافر، وعجزه قوله:
يشيب الطّفل من قبل المشيب
اللغة: (نرميهم) أصل معنى هذه الكلمة نطرح عليهم ونقذفهم، وأراد نصيبهم (يشيب) يروى هذا الفعل بتاء المضارعة الدالة على تأنيث الفاعل، ويروى بالياء، والحرب يذكر ويؤنث، والأكثر فيها التأنيث. ومعنى كونها تشيب الطفل أنها تصيره أشيب، والأصل في هذه العبارة قوله تعالى: {يَوْماً يَجْعَلُ الْوِلْدانَ شِيباً ١٧ السَّماءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ}.
الإعراب: (إذن) حرف جواب وجزاء مبني على السكون لا محل له من الإعراب، (واللّه) الواو حرف قسم وجر: ولفظ الجلالة مقسم به مجرور بالواو وعلامة جره =