أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[مسمى علم الجنس ثلاثة أنواع]

صفحة 121 - الجزء 1

  هذا الوجه، ويردّه النّظر، وقولهم: «هذا يحيى عينان»⁣(⁣١).

[مسمى علم الجنس ثلاثة أنواع]

  فصل: والعلم الجنسي اسم يعيّن مسماه بغير قيد تعيين ذي الأداة الجنسية أو الحضورية، تقول: «أسامة أجرأ من ثعالة»، فيكون بمنزلة قولك: «الأسد أجرأ من الثعلب» و «أل» في هذين للجنس، وتقول: «هذا أسامة مقبلا»، فيكون بمنزلة قولك: «هذا الأسد مقبلا» و «أل» في هذا لتعريف الحضور، وهذا العلم يشبه علم الشخص من جهة الأحكام اللفظية؛ فإنه يمتنع من «أل» ومن الإضافة، ومن الصّرف إن كان ذا سبب آخر، كالتأنيث في: «أسامة» و «ثعالة»؛ وكوزن الفعل في: «بنات أوبر» و «ابن آوى»، ويبتدأ به، ويأتي الحال منه، كما تقدم في المثالين⁣(⁣٢)، ويشبه


= الاتباع أقيس، والإضافة أكثر في الاستعمال، وثالثا أن جواز الإضافة مشروط بما إذا لم يوجد ما يمنعها، ومما يمنعها أن يكون الاسم مقرونا بأل نحو «الحارث قفة» «والنعمان بطة» و «الفضل كنزة» أو يكون اللقب مقرونا بأل نحو «هارون الرشيد» «ومحمد الأمين» و «محمد المهدي».

(١) رد المؤلف مذهب البصريين بشيئين: الأول أن النظر لا يساعده، ووجهه أن إضافة الاسم إلى اللقب - وهما دالان على شيء واحد تستلزم إضافة الشيء إلى نفسه وقد علم أنه لا يضاف الاسم إلى ما اتحد به معنى، والثاني السماع كقولهم: «هذا يحيى عينان» فقد ورد مرفوعا - قيل بالألف لأنه مثنى فالنون مكسورة، وقيل بالضمة لأنه وصف مثل سكران فالنون مضمومة، وضعفوه - ولو كانا متضايفين لقيل «عينين» بالجر.

فإن قلت: لو كانت نون «عينان» مكسورة لجاز فيه أن يكون مضافا إليه مجرورا بالكسرة الظاهرة إما لأنه وصف، وإما لأنه مثنى جاء على لغة من يلزم المثنى الألف في الأحوال الثلاثة، وإما لأنه مثنى مسمى به عومل معاملة سلمان كما هو في لغة جماعة من العرب.

قلت: أما أنه وصف فلا يسلم لأن الوصف المختوم بالألف والنون يمنع الصرف فكان يجر بالفتحة، وأما أنه مثنى ألزموه الألف فيضعفه أنه جاء بضم النون، وأيضا لزوم المثنى الألف لغة مهجورة قديمة لا يصار إليها بمجرد الاحتمال، وأما أنه مسمى به وأجري على لغة من يعامله معاملة سلمان فقد كان ينبغي فتح النون، ولم ترد به رواية، بل هي مضمومة أو مكسورة.

(٢) المثالان المتقدمان أحدهما «أسامة أجرأ من ثعالة» وقد وقع فيه علم الجنس مبتدأ، وثاني المثالين «هذا أسامة مقبلا» وقد جاء فيه الحال من علم الجنس.