أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

هذا باب إعراب الفعل

صفحة 176 - الجزء 4

  وقوله:

  [٥٠٦] -

  لولا توقّع معترّ فأرضيه


= قوله: (الطائر) في قوة قولك (الذي يطير)، والسر في ذلك كله أنه يجوز عطف الفعل المضارع نفسه على الاسم الذي يشبه الفعل، ولا يجوز عطفه على اسم لا يشبه الفعل.

[٥٠٦] - هذا الشاهد من الشواهد التي لم أقف لها على نسبة إلى قائل معين، والذي ذكره المؤلف صدر بيت من البسيط، وعجزه قوله:

ما كنت أوثر إترابا على ترب

اللغة: (توقع معتر) توقع الشيء: انتظاره وترقبه، والمعتر - بضم الميم وآخره راء مشددة - الذي يتعرض لك من ذوي الحاجة لتراه من غير أن يسألك بلسانه: وفي القرآن الكريم {فَكُلُوا مِنْها وَأَطْعِمُوا الْقانِعَ وَالْمُعْتَرَّ} وأراد في بيت الشاهد الذي يلم بساحتك ويرجو نوالك (أرضيه) أراد أعطيه العطاء الكثير الذي ترضى نفسه عنه (إترابا) مصدر أترب الرجل إذا استغنى وصارت أمواله كالتراب فوق العد (ترب) بفتح التاء والراء جميعا هو الفقر، تقول منه: ترب الرجل - من باب فرح - إذا لصق بالتراب، وذلك يكون عن حاجة وفقر، وقرأه العيني بكسر التاء وسكون الراء، وفسره بلدة الرجل ومن يكون سنه من سنه، وتبعه الصبان والشيخ خالد، وليس من الصواب في قليل ولا كثير، بل بعده عن الصواب، بعد الأرض عن ذات السحاب.

الإعراب: (لولا) حرف يدل على امتناع جوابه لوجود شرطه (توقع) مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة، وهو مضاف و (معتر) مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة، وخبر المبتدأ محذوف وجوبا، والتقدير: لولا توقع معتر موجود (فأرضيه) الفاء حرف عطف، أرضي فعل مضارع منصوب بأن المصدرية المضمرة جوازا بعد فاء العطف، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا، وضمير الغائب العائد إلى المعتر مفعول به مبني على الضم في محل نصب (ما) حرف نفي (كنت) كان: فعل ماض ناقص، وتاء المتكلم اسمه (أوثر) فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا، والجملة في محل نصب خبر كان (إترابا) مفعول به لأوثر منصوب بالفتحة الظاهرة (على ترب) جار ومجرور متعلق بقوله أوثر. والجملة من كان واسمها وخبرها لا محل لها من الإعراب جواب لولا.

الشاهد فيه: قوله: (فأرضيه) حيث نصب الفعل المضارع، وهو قوله أرضى، بأن المضمرة جوازا بعد الفاء العاطفة التي تقدمها اسم صريح ليس في تأويل الفعل، وهو قوله: (توقع).