هذا باب إعراب الفعل
  وقوله:
  [٥٠٧] -
  إنّي وقتلي سليكا ثمّ أعقله
  وتقول: (الطّائر فيغضب زيد الذّباب) بالرفع وجوبا؛ لأنّ الاسم في تأويل
[٥٠٧] - هذا الشاهد من كلام أنس بن مدركة الخثعمي، والذي ذكره المؤلف صدر بيت من البسيط، وعجزه قوله:
كالثّور يضرب لمّا عافت البقر
اللغة: (سليك) بضم السين المهملة وفتح اللام، بزنة المصغر - هو سليك بن سلكة، وسلكة: أمه، وقد اشتهر بها، وأبوه عمرو بن سنان السعدي التميمي، عداء مشهور قالوا: إنه كان يسبق الخيل، ويلحق الظباء (أعقله) أدفع ديته، وسميت الدية عقلا لأن الدية عندهم كانت من الإبل، وكانوا يعقلونها بجوار بيت القتيل: أي يربطونها (الثور) هو فحل البقر (عافت البقر) كرهت، ويقال: الثور من نبات الماء تراه البقر فتعاف ورود الماء فيضربه البقار لينحّيه عن مكان ورودها حتى ترد، وقد أنشد الجاحظ البيت مع أبيات أخرى في الحيوان (١/ ١٨) وبين معناه.
الإعراب: (إني) إن: حرف توكيد ونصب، وياء المتكلم اسمه (وقتلي) الواو حرف عطف، قتل: معطوف على اسم إن، وياء المتكلم مضاف إليه، وهي من إضافة المصدر إلى فاعله (سليكا) مفعول به لقتل منصوب بالفتحة الظاهرة (ثم) حرف عطف (أعقله) أعقل: فعل مضارع منصوب بأن المضمرة جوازا بعد ثم العاطفة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا، وضمير الغائب العائد إلى سليك مفعول به، مبني على الضم في محل نصب (كالثور) جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر إن (يضرب) فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بالضمة الظاهرة، ونائب فاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى الثور، والجملة من الفعل ونائب فاعله في محل نصب حال من الثور (لما) ظرف بمعنى حين مبني على السكون في محل نصب بقوله يضرب (عافت) عاف: فعل ماض، والتاء للتأنيث (البقر) فاعل عافت مرفوع بالضمة الظاهرة، وجملة عافت وفاعله في محل جر بإضافة لما الظرفية إليها.
الشاهد فيه: قوله: (ثم أعقله) حيث نصب الفعل المضارع الذي هو قوله: (أعقل) بأن المضمرة جوازا بعد ثم التي عطفت هذا الفعل المضارع على اسم صريح في الاسمية ليس في تقدير الفعل، وهذا الأمس هو قوله: (قتلي).