[فصل: وجازم الفعل نوعان:]
  فضرورة، وبتوقع ثبوته، نحو: {لَمَّا يَذُوقُوا عَذابِ}(١) {وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمانُ فِي قُلُوبِكُمْ}(٢)، ومن ثم امتنع (لما يجتمع الضدان)(٣).
= الإعراب: (احفظ) فعل أمر مبني على السكون لا محل له من الإعراب، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت (وديعتك) وديعة: مفعول به لا حفظ منصوب بالفتحة الظاهرة، وهو مضاف وضمير المخاطب مضاف إليه (التي) اسم موصول نعت للوديعة مبني على السكون في محل نصب (استودعتها) استودع: فعل ماض مبني للمجهول مبني على فتح مقدر لا محل له من الإعراب، وتاء المخاطب نائب فاعله مبني على الفتح في محل رفع، وهو المفعول الأول، وضمير الغائبة العائد إلى الوديعة مفعول ثان مبني على السكون في محل نصب، والجملة من الفعل ونائب فاعله لا محل لها صلة الموصول (يوم) ظرف زمان منصوب بقوله استودع، وهو مضاف و (الأعازب) مضاف إليه (إن) حرف شرط جازم يجزم فعلين (وصلت) وصل فعل ماض مبني على فتح مقدر في محل جزم فعل الشرط، وتاء المخاطب فاعله، وجواب الشرط محذوف يدل عليه سابق الكلام (وإن) الواو حرف عطف، إن: حرف شرط جازم يجزم فعلين (لم) حرف نفي وجزم وقلب، والمجزوم به محذوف، والتقدير: وإن لم تصل، وجملة الفعل المضارع المجزوم بلم فعل الشرط، وجواب الشرط محذوف أيضا يدل عليه سابق الكلام، والتقدير: إن وصلت فاحفظ وديعتك، وإن لم تصل فاحفظ وديعتك، يريد: احفظها على كل حال.
الشاهد فيه: حذف المجزوم بلم، أي: إن وصلت وإن لم تصل، ومثله قول الآخر:
يا ربّ شيخ من لكيز ذي غنم ... في كفّه زيغ وفي الفم فقم
أجلح لم يشمط وقد كاد ولم
الأصل (أجلح لم يشمط وقد كاد يشمط ولم يشمط) فحذف للعلم بالمحذوف، ومثله قول عمر بن أبي ربيعة:
فقامت ولم تفعل، ونامت فلم تطق ... فقلن لها: قومي، فقامت ولم لم
أراد أن يقول: فقامت ولم تكد تقوم، فحذف للعلم بالمحذوف من المقام.
(١) سورة ص، الآية: ٨.
(٢) سورة الحجرات، الآية: ١٤.
(٣) قد عرفت السر في هذا كله، وهو أن (لم) لنفي الفعل غير المقترن بقد، وأنت لو قلت =