أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[فصل: متى يجب اقتران جواب الشرط بالفاء؟]

صفحة 190 - الجزء 4

  الاسميّة نحو: {وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}⁣(⁣١)، والطلبية، نحو:

  {إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي}⁣(⁣٢)، وقد اجتمعتا في قوله: {وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ}⁣(⁣٣)، والتي فعلها جامد، نحو: {إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مالًا وَوَلَداً فَعَسى رَبِّي}⁣(⁣٤)، أو مقرون بقد، نحو: {إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ}⁣(⁣٥)، أو تنفيس، نحو: {وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ}⁣(⁣٦)، أو (لن)، نحو: {وَما يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ}⁣(⁣٧)، أو (ما)، نحو: {فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَما سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ}⁣(⁣٨)، وقد تحذف في الضّرورة، كقوله:

  [٥١٣] -

  من يفعل الحسنات اللّه يشكرها


(١) سورة الأنعام، الآية: ١٧

(٢) سورة آل عمران، الآية: ٣١

(٣) سورة آل عمران، الآية: ١٦٠

(٤) سورة الكهف، الآية: ٣٩

(٥) سورة يوسف، الآية: ٧٧

(٦) سورة التوبة، الآية: ٢٨

(٧) سورة آل عمران، الآية: ١١٥

(٨) سورة يونس، الآية: ٧٢.

[٥١٣] - نسبوا هذا الشاهد لعبد الرحمن بن حسان بن ثابت، وقيل: إنه لكعب بن مالك، وكلاهما أنصاري، وهو من شواهد سيبويه (ج ١ ص ٤٣٥) والذي أنشده المؤلف صدر بيت من البسيط، وعجزه قوله:

والشّرّ بالشّرّ عند اللّه مثلان

ويروى:

... عند اللّه سيان

الإعراب: (من) اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ (يفعل) فعل مضارع فعل الشرط مجزوم بمن وعلامة جزمه السكون، وحرك بالكسرة للتخلص من التقاء الساكنين، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى اسم الشرط (الحسنات) مفعول به لفعل الشرط منصوب بالكسرة نيابة عن الفتحة لأنه جمع مؤنث سالم (اللّه) مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة (يشكرها) يشكر: فعل مضارع مرفوع بالضمة =