هذا باب إعراب الفعل
  وقوله:
  [٥١٤] -
  ومن لا يزل ينقاد للغيّ والصّبا ... سيلفى على طول السّلامة نادما
= الظاهرة، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى اسم الجلالة، وضمير الغائبة العائد إلى الحسنات مفعول به مبني على السكون في محل نصب، والجملة من الفعل المضارع وفاعله ومفعوله في محل رفع خبر المبتدأ، وجملة المبتدأ وخبره في محل جزم جواب الشرط.
الشاهد فيه: قوله (اللّه يشكرها) فإن هذه العبارة جملة اسمية مكونة من مبتدأ هو لفظ الجلالة وخبر هو جملة الفعل المضارع وفاعله ومفعوله، وقد وقعت هذه الجملة جوابا للشرط على ما عرفت في إعراب البيت، وقد كان من حق العربية - على ما ارتضاه جمهرة النحاة - أن يقرن هذه الجملة بالفاء، ولكنه ترك الفاء حين اضطر لإقامة الوزن، ولو أنه أتى بالكلام على ما تقتضيه العربية لقال (من يفعل الحسنات فاللّه يشكرها).
وروى أبو العباس المبرد صدر البيت هكذا:
من يفعل الخير فالرّحمن يشكره
وهذا مبني على أنه لا يرى جواز خلو الجواب الذي بهذه المنزلة من الفاء، وهذا الذي ذهب إليه غير صحيح؛ لأنه ورد في هذا الشاهد، وفي الحديث الذي رواه البخاري «فإن جاء صاحبها وإلا استمتع بها» بالأمر في «استمتع» مع خلوه من الفاء، وفي الشاهد الآتي.
[٥١٤] - هذا بيت من الطويل، ولم أقف لهذا الشاهد على نسبة إلى قائل معين.
الإعراب: (من) اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ (لا) حرف نفي مبني على السكون لا محل له من الإعراب (يزل) فعل مضارع ناقص فعل الشرط مجزوم وعلامة جزمه السكون، واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى اسم الشرط (ينقاد) فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو، وجملة هذا الفعل المضارع وفاعله في محل نصب خبر يزل (للغي) جار ومجرور متعلق بقوله ينقاد (والصبا) الواو حرف عطف، والصبا: معطوف على الغي مجرور بكسرة مقدرة على الألف (سيلفى) فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بضمة مقدرة على الألف، ونائب فاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى اسم الشرط، وهو مفعوله الأول (على) حرف جر (طول) مجرور بعلى، والجار والمجرور متعلق بقوله نادما الآتي أو بقوله سيلفى السابق، وطول مضاف و (السلامة) مضاف إليه =