هذا باب إعراب الفعل
  وإذا تقدّمهما ذو خبر، جاز جعل الجواب للشرط مع تأخره، ولم يجب، خلافا لابن مالك(١)، نحو: (زيد واللّه إن يقم أقم)، ولا يجوز إن لم يتقدمّهما، خلافا له وللفرّاء، وقوله:
  [٥١٧] -
  لئن كان ما حدّثته اليوم صادقا ... أصم في نهار القيظ للشّمس باديا
(١) لابن مالك في هذه المسألة رأيان، أحدهما ذكره في كتابيه التسهيل والكافية، وحاصله أنه إذا وقع ما يحتاج إلى الخبر كالمبتدأ واسم إن، وجاء بعده قسم وشرط - نحو (زيد واللّه إن غضب يغضب لغضبه كثير من الناس) وجب جعل الجواب للشرط، ويكون جواب القسم محذوفا لدلالة جواب الشرط عليه، ولا يجوز عنده - على هذا الرأي - أن تجيء بالجواب للقسم، وتجعل جواب الشرط محذوفا، والرأي الثاني، وذكره في الألفية، وحاصله أنه يجوز لك الأمران: أن تجيء بالجواب للشرط وتحذف جواب القسم، وأن تعكس فتجيء بالجواب للقسم وتجعل جواب الشرط محذوفا لدلالة جواب القسم عليه، فتقول في المثال المذكور (زيد واللّه إن غضب ليغضبن لغضبه كثير من الناس) ولكن الأرجح هو أن تجيء بجواب الشرط وتحذف جواب القسم، وإنما ترجح في هذه الحالة جعل الجواب للشرط وحذف جواب القسم لأن سقوط جواب الشرط مخل بالجملة التي هو منها، لأن الكلام لا يتم إلا بالجواب، أما القسم فلأنه يتم بدونه كلام مفيد، وإنما يؤتى به لمجرد تأكيد الكلام اغتفر فيه ذلك.
[٥١٧] - هذا بيت من الطويل، وقد قيل: إن هذا الشاهد من كلام امرأة من بني عقيل؛ ولم أجد أحدا سماها باسمها.
اللغة: (حدثته) بالبناء للمجهول - أخبرت به (صادقا) مطابقا للواقع (أصم) أمسك عن الطعام والشراب (القيظ) شدة الحر (باديا) بارزا ظاهرا، يريد أنه لا يكتفي بالصوم في ذلك اليوم الشديد الحر، بل يزيد على ذلك أنه يتعرض لحرارة الشمس حتى يكون ذلك أوجع له وآلم.
المعنى: يتنصل الشاعر مما رماه به عند المخاطب أحد الواشين النمامين، ويحلف على أنه إن كان هذا الخبر صادقا فإن عليه أن يصوم يوما شديد الحر ويتعرض مع ذلك لوهج الشمس.
الإعراب: (لئن) اللام موطئة للقسم، إن: حرف شرط جازم (كان) فعل ماض ناقص فعل الشرط مبني على الفتح في محل جزم (ما) اسم موصول بمعنى الذي اسم كان مبني على السكون في محل رفع (حدثته) حدث: فعل ماض مبني للمجهول مبني على =