أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[الواحد والاثنان يخالفان الثلاثة والعشرة في حكمين]

صفحة 218 - الجزء 4

  ويخبر عن كلّ من الفاعل والمفعول في نحو قولك: (وقى اللّه البطل)؛ فتقول: (الواقي البطل اللّه) و (الواقيه اللّه البطل)، ولا يجوز لك أن تحذف الهاء؛ لأنّ عائد الألف واللام لا يحذف إلا في ضرورة الشعر كقوله:

  ما المستفزّ الهوى محمود عاقبة⁣(⁣١) [٥٨]

  فصل: وإذا رفعت صلة (أل) ضميرا راجعا إلى نفس (أل) استتر في الصلة ولم يبرز؛ تقول في الإخبار عن التاء من (بلّغت) في المثال المتقدم (المبلّغ من أخويك إلى العمرين رسالة أنا) ففي (المبلغ) ضمير مستتر لأنه في المعنى لأل؛ لأنه خلف عن ضمير المتكلم، و (أل) للمتكلم؛ لأن خبرها ضمير المتكلم، والمبتدأ نفس الخبر.

  وإن رفعت صلة (أل) ضميرا لغير (أل) وجب بروزه وانفصاله، كما إذا أخبرت عن شيء من بقية أسماء المثال؛ تقول في الإخبار عن الأخوين: (المبلّغ أنا منهما إلى العمرين رسالة أخواك) وعن العمرين (المبلّغ أنا من أخويك إليهم رسالة العمرون) وعن الرسالة (المبلّغها أنا من أخويك إلى العمرين رسالة) وذلك لأن التبليغ فعل المتكلم، و (أل) فيهن لغير المتكلم؛ لأنها نفس الخبر الذي أخّرته.

هذا باب العدد⁣(⁣٢)

[الواحد والاثنان يخالفان الثلاثة والعشرة في حكمين]

  اعلم أنّ الواحد والاثنين يخالفان الثلاثة والعشرة وما بينهما في حكمين:


(١) هذا الشاهد مما لم يتيسر لي الوقوف على نسبته إلى قائل معين، وقد سبق للمؤلف الاستشهاد به في باب الموصول (وهو الشاهد رقم ٥٨) لنفس ما ذكره هنا، والذي أنشده المؤلف هو صدر بيت من البسيط، وعجزه قوله:

ولو أتيح له صفو بلا كدر

والشاهد فيه: هنا وهناك قوله: (ما المستفز) حيث حذف العائد إلى الموصول المنصوب بوصف مع كونه في صلة (أل) وهذا الحذف شاذ، وإنما يحذف العائد المنصوب بثلاثة شروط؛ الأول: أن يكون متصلا، الثاني: أن يكون ناصبه فعلا أو وصفا لا حرفا، الثالث: أن يكون في غير صلة (أل).

(٢) العدد - بوزن سبب وطلل، وبفك الإدغام مثلهما - في اللغة: اسم للمعدود ومنه قوله =