أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[فصل: حكم مميز الثلاثة والعشرة]

صفحة 222 - الجزء 4

  و (تمر) أو اسم جمع⁣(⁣١) ك (قوم) و (رهط) خفض بمن، تقول: (ثلاثة من التّمر) و (عشرة من القوم) قال اللّه تعالى: {فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ}⁣(⁣٢)، وقد يخفض بإضافة العدد، نحو: {وَكانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ}⁣(⁣٣)، وفي الحديث: «ليس فيما دون خمس ذود صدقة» وقال الشّاعر:

  [٥٢٣] -

  ثلاثة أنفس وثلاث ذود


= وقد يفرق بين الواحد والدال على الجمع بياء مشددة نحو روم ورومي وزنج وزنجي وعجم وعجمي.

(١) لا تنس أن اسم الجمع هو ما دل على معنى الجمع وليس له واحد من لفظه غالبا وليس على وزن من أوزان جموع التكسير المحفوظة، ومثاله: قوم، ورهط، وذود، ومن العلماء من يعد من هذا النوع لفظ (ركب، وصحب، وسفر) لأنها ليست على وزن من أوزان جموع التكسير المحفوظة وإن كان واحدها راكبا وصاحبا ومسافرا، ومن العلماء من يعدها جموعا وإن لم تكن على وزن من الأوزان المحفوظة لجمع التكسير، ويدعي أن أوزان جموع التكسير ليست محصورة في هذه الأوزان التي رواها سيبويه وتناقلها عنه العلماء.

(٢) سورة البقرة، الآية: ٢٦٠.

(٣) سورة النمل، الآية: ٤٨

[٥٢٣] - ينسب هذا الشاهد إلى الحطيئة، ويقولون: إن سببه أنه كان في سفر ومعه امرأته أمامة وابنته مليكة فسرح إبله ثم افتقد منها ناقة، والذي ذكره المؤلف ههنا صدر بيت من الوافر، وعجزه مع بيت سابق عليه قوله:

أذئب القفر أم ذئب أنيس ... أصاب البكر أم حدث اللّيالي

ثلاثة أنفس ... ... لقد جار الزّمان على عيالي

اللغة: (ذود) بفتح الذال وسكون الواو وآخره دال مهملة - يطلق على عدد من الإبل، يقال: هو ما بين الثلاثة إلى العشرة، ويقال غير ذلك، وفي أمثالهم (الذود إلى الذود إبل) يريدون أنك إذا جمعت القليل إلى القليل صار كثيرا، وهو حثّ على الادخار وعدم الإسراف والتبذير، وقال المبرد: أراد بثلاث ذود ثلاث نوق؛ وقد أخذ ذلك من قصته التي قصصناها عليك وذكروا أنها سبب لقوله البيتين.

الإعراب: (ثلاثة) مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة، وهو مضاف و (أنفس) مضاف إليه =