[لا يعتبر حال المفرد بلفظه]
[لا يعتبر حال المفرد بلفظه]
  ولا يعتبر من حال الواحد حال لفظه حتى يقال: (ثلاث طلحات) بترك التّاء، ولا حال معناه، حتى يقال: (ثلاث أشخص) بتركها تريد نسوة، بل ينظر إلى ما يستحقه المفرد باعتبار ضميره؛ فيعكس حكمه في العدد، فكما تقول: (طلحة حضر) و (هند شخص جميل) بالتذكير فيهما تقول: (ثلاثة طلحات) و (ثلاثة أشخص) بالتاء فيهما، فأمّا قوله:
  [٥٢٤] -
  ثلاث شخوص كاعبان ومعصر
= وقد حكى سيبويه والفراء أن الاستعمال في كلام العرب جار على مراعاة حال المفرد دون مراعاة حال الجمع.
ونريد أن ننبهك إلى أن الكلام يتصور في جمع يخالف مفرده في التذكير والتأنيث، وذلك يتحقق في جمع المؤنث السالم الذي مفرده مذكر لا يعقل، فإن اتفق الجمع والمفرد في التأنيث نحو (سحابة وسحابات) لم يكن ثمة ما يدعو إلى الخلاف، فأنت تقول (ثلاث سحابات) لأن المفرد سحابة وهو مؤنث، وجمعه مؤنث أيضا، فلا يقتضي خلاف ما اقتضاه مفرده.
[٥٢٤] - هذا الشاهد من كلام عمر بن أبي ربيعة المخزومي، من قصيدته الرائية المشهورة، وسيذكر المؤلف هذا الشاهد مرة أخرى في هذا الباب (ص ٢٣٢)، والذي أنشده المؤلف عجز بيت من الطويل، وصدره قوله:
فكان مجنّي دون من كنت أتّقي
اللغة: (مجني) المجنّ - بكسر الميم وفتح الجيم وتشديد النون - أصله الترس، ويجمع على مجان، وأراد ههنا ما يتقي به الكاشحين والرقباء (أتقي) أحذر وأجانب وأجافي وأجعل بيني وبينهم وقاية (شخوص) جمع شخص، والأصل فيه الشبح يرى من بعيد، وأراد هنا الإنسان، وكأنه قد قال: كان ما أتقي به الرقباء ثلاثة أناسي (كاعبان) مثنى كاعب، وهي الجارية حين يبدو ثديها. تقول: كعبت الجارية تكعب - من باب قتل - فهي كاعب، وكعاب، إذا صارت كذلك (ومعصر) بضم الميم وسكون العين وكسر الصاد - الجارية متى دخلت في عصر شبابها.
الإعراب: (كان) فعل ماض ناقص (مجني) مجن: خبر كان تقدم على اسمها منصوب بفتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم، ومجن مضاف وياء المتكلم مضاف إليه مبني على السكون في محل جر (دون) ظرف متعلق بمجن أو بمحذوف حال منه، وهو =