[إذا كان المعدود صفة فالمعتبر حال الموصوف المنوي]
  مكسّرا، من أبنية القلة، نحو: (ثلاثة أفلس) و (أربعة أعبد) {سَبْعَةُ أَبْحُرٍ}(١) وقد يتخلّف كلّ واحد من هذه الأمور الثلاثة.
  فيضاف للمفرد(٢)، وذلك إن كان مائة، نحو (ثلاث مائة) و (تسع مائة)(٣) وشذّ في الضرورة قوله:
  [٥٢٥] -
  ثلاث مئين للملوك وفى بها
(١) سورة لقمان، الآية: ٢٧
(٢) ومما تضاف معه الثلاثة والعشرة وما بينهما إلى المفرد اسم الجمع نحو (تسعة رهط) و (خمس ذود)، وقد عرفت فيما مضى أن الكثير في هذا النوع أن يجر المعدود بمن.
(٣) السر في إضافة الثلاثة وأخواتها إلى المائة مع أنه مفرد أن المائة جمع في المعنى لأنها عشر عشرات، وهو حد جمع القلة كما تعلم، فكانت الإضافة إلى لفظ المائة كالإضافة إلى جمع القلة.
[٥٢٥] - هذا الشاهد من كلام الفرزدق، همام بن غالب بن صعصعة، التميمي، والذي أنشده المؤلف صدر بيت من الطويل، وعجزه قوله:
ردائي، وجلّت عن وجوه الأهاتم
الإعراب: (ثلاث) مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة، وهو مضاف و (مئين) مضاف إليه مجرور بالياء نيابة عن الكسرة لأنه ملحق بجمع المذكر السالم (للملوك) جار ومجرور متعلق بمحذوف صفة لثلاث مئين، أو متعلق بقوله (وفى) الآتي (وفي) فعل ماض مبني على فتح مقدر على الألف منع ظهوره التعذر (بها) جار ومجرور متعلق بقوله وفي (ردائي) رداء: فاعل وفي مرفوع بضمة مقدرة على ما قبل يا المتكلم، ورداء مضاف وياء المتكلم مضاف إليه (وجلت) الواو حرف عطف، جل: فعل ماض مبني على الفتح لا محل له، والتاء حرف دال على التأنيث، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي يعود إلى ثلاث مئين (عن) حرف جر (وجوه) مجرور بعن، والجار والمجرور متعلق بقوله جلت، ووجوه مضاف و (الأهاتم) مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة.
الشاهد فيه: قوله (ثلاث مئين) حيث جمع المائة، وكان حقه أن يقول (ثلاث مائة) وهذا الجمع شاذ؛ لأن الجمع يدل على عدة من المفرد أقلها ثلاثة، فقوله (مئين) على ذلك معناه (ثلاثمائة) والثلاثة التي هي العدد إذا كان معدوده هذه الجملة كان معنى (ثلاث مئين) هو تسعمائة، ولا شك أن ذلك غير المقصود.