أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

هذا باب كنايات العدد

صفحة 244 - الجزء 4


= اللغة: (فدعاء) هي الأنثى من الفدع - بفتح الفاء والدال جميعا - وهي التي اعوجت أصابعها من كثرة الحلب، ويقال: الفدعاء هي التي أصاب رجلها الفدع من كثرة مشيها وراء الإبل، والفدع: اعوجاج في المفاصل كأنها قد زالت عن أماكنها، أو هو زيغ في القدم بينها وبين الساق (عشاري) العشار - بكسر العين - جمع عشراء - بضم ففتح - وهي الناقة التي أتى عليها من وضعها عشرة أشهر.

الإعراب: تروى (عمة) و (خالة) مرفوعين ومجرورين ومنصوبين؛ فإن رويتهما مرفوعين فكم يجوز أن تكون خبرية ويجوز أن تكون استفهامية تهكمية، وهي على كل حال إما مفعول مطلق عامله قوله حلبت الآتي وإما ظرف زمان متعلق بقوله حلبت الآتي أيضا، فهي مبنية على السكون في محل نصب، وتمييزها محذوف، وهذا التمييز المحذوف يقدر مجرورا إن قدرت كم خبرية ويقدر منصوبا إن قدرت كم استفهامية، وعلى كل حال يقدر من ألفاظ الزمان إن جعلت كم ظرف زمان، ويقدر من ألفاظ المصادر إن جعلت كم مفعولا مطلقا، وعلى هذه الوجوه في كم تكون (عمة) مبتدأ و (لك) جار ومجرور متعلق بمحذوف صفة لعمة، ولها صفة أخرى مماثلة لصفة خالة المذكورة معها وتقديرها فدعاء (يا) حرف نداء (جرير) منادى مبني على الضم في محل نصب (وخالة) معطوف على عمة مرفوع بالضمة الظاهرة (فدعاء) صفة لخالة، ولها صفة أخرى مماثلة لصفة عمة المذكورة معها، وتقدير الكلام: كم عمة لك فدعاء وخالة لك فدعاء، فحذف من كل واحد مثل ما أثبت في الآخر، وهذا نوع من البديع يسمى الاحتباك (قد) حرف تحقيق (حلبت) حلب: فعل ماض والتاء للتأنيث، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي (عليّ) جار ومجرور متعلق بحلب (عشاري) عشار:

مفعول به لحلب، وياء المتكلم مضاف إليه، فإن نصبت عمة وخالة كانت (كم) استفهامية مبتدأ و (عمة) تمييزا لها و (خالة) معطوفا على عمة، وإن جررت (عمة) و (خالة) كانت كم خبرية مبتدأ، و (عمة) تمييزا لها و (خالة) معطوفا على عمة، وعلى كل حال فإن جملة (قد حلبت عليّ عشاري) في محل رفع خبر المبتدأ، سواء أكان المبتدأ هو كم نفسها أم كان (عمة).

الشاهد فيه: قد ذكر المؤلف أن البيت يروى في كلمة (عمة) و (خالة) على ثلاثة أوجه: الرفع، والجر، والنصب، وذكر تخريج كل وجه منها وقد أوضحنا ذلك كله في الإعراب. -