فصل: يتميز الاسم عن الفعل والحرف بخمس علامات:
  وخصوصا من وجه(١)؛ فالكلم أعمّ من جهة المعنى؛ لانطلاقه على المفيد وغيره، وأخصّ من جهة اللفظ؛ لكونه لا ينطلق على المركب من كلمتين، فنحو: «زيد قام أبوه» كلام؛ لوجود الفائدة، وكلم؛ لوجود الثلاثة بل الأربعة، و «قام زيد» كلام لا كلم، و «إن قام زيد» بالعكس.
  والقول عبارة عن «اللفظ الدالّ على معنى»؛ فهو أعمّ من الكلام، والكلم، والكلمة؛ عموما مطلقا لا عموما من وجه(٢).
  وتطلق الكلمة لغة ويراد بها الكلام، نحو: {كَلَّا إِنَّها كَلِمَةٌ هُوَ قائِلُها}(٣)، وذلك كثير لا قليل.
فصل: يتميز الاسم عن الفعل والحرف بخمس علامات:
[إحداها: الجر]
  إحداها: الجر، وليس المراد به حرف الجر؛ لأنه قد يدخل في اللفظ على ما ليس باسم، نحو: «عجبت من أن قمت(٤)»، بل المراد به الكسرة التي يحدثها عامل
(١) ضابط العموم والخصوص الوجهي: أن يجتمع اللفظان في الصدق على شيء كاجتماع الكلام هنا في الصدق على «زيد قام أبوه» لأنه مفيد وقد تركب من أربع كلمات، وينفرد كل منهما بالصدق على شيء، كانفراد الكلام بالصدق على «قام زيد» لأنه مفيد وليس مركبا من ثلاثة ألفاظ، وانفراد الكلم بالصدق على «إن قام زيد»؛ لأنه مركب من ثلاثة ألفاظ وليس مفيدا، فتدبر ذلك.
(٢) ضابط العموم المطلق: أن يجتمع اللفظان في الصدق على شيء، وينفرد واحد منهما - وهو الأعم - بالصدق على شيء لا يصدق عليه الآخر.
(٣) الضمير في «إنها» وفي «قائلها» من الآية الكريمة إشارة إلى قوله تعالى حكاية عن الإنسان: {رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صالِحاً فِيما تَرَكْتُ} من الآيتين: ٩٩ و ١٠٠ من سورة المؤمنين، ومثل الآية الكريمة قوله عليه الصلاة والسّلام: «أصدق كلمة قالها شاعر كلمة لبيد بن ربيعة».
ألا كل شيء ما خلا اللّه باطل
وتقول: حفظت كلمة زهير، تريد قصيدة له بطولها.
(٤) ومن ذلك، عند جمهرة النحاة، قول بعضهم - وقد بشر بأنثى -: واللّه ما هي بنعم =