أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

هذا باب الحكاية

صفحة 256 - الجزء 4

  فنادر في الشّعر، ولا يقاس عليه، خلافا ليونس.

  الثالث: أنّ (أيّا) يحكى فيها حركات الإعراب غير مشبعة؛ فتقول (أيّ) و (أيّا) و (أيّ) ويجب في (من) الإشباع؛ فتقول: (منو) و (منا) و (مني).

  الرابع: أن ما قبل تاء التأنيث في (أيّ) واجب الفتح، تقول: (أيّة) و (أيّتان) ويجوز الفتح والإسكان في (من) تقول: (منه) و (منت) و (منتان) و (منتان) والأرجح الفتح في المفرد، والإسكان في التثنية.

  وإن كان المسؤول عنه علما لمن يعقل، غير مقرون بتابع، وأداة السّؤال (من) غير مقرونة بعاطف، فالحجازيّون: يجيزون حكاية إعرابه، فيقولون (من زيدا) لمن


= المحل بحركة المناسبة، وهو مضاف وياء المتكلم مضاف إليه مبني على السكون في محل جر (فقلت) الفاء حرف عطف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، وتاء المتكلم فاعله مبني على الضم في محل رفع (منون) اسم استفهام مبتدأ (أنتم) خبر المبتدأ (فقالوا) الفاء حرف عطف، وقالوا: فعل وفاعل (الجن) خبر مبتدأ محذوف، أي نحن الجن (قلت) فعل ماض وفاعله (عموا) عم: فعل أمر، وواو الجماعة فاعله (ظلاما) منصوب على الظرفية بعم.

الشاهد فيه: قوله (منون أنتم) فإنه شاذ نادر في الشعر كما قال المؤلف، وشذوذ هذه العبارة من ثلاثة أوجه، أما أحد هذه الأوجه فلأنه قال (منون) فأثبت الواو والنون في حال الوصل، والقاعدة المستمرة الجارية على ألسن العرب أنهم إذا أرادوا الحكاية بمن في حال الوصل لم يختلف لفظ (من) في إفراد ولا تثنية ولا جمع، بل تقول، من أنت، ومن أنتما، ومن أنتم، والوجه الثاني أنه حرك هذه النون بالفتح مع أن النون حين تزاد تكون ساكنة، وذكر بعض العلماء أن الوجه الثالث من أوجه الشذوذ هو أنه حكى ضميرا محذوفا، ألا ترى أن تقدير الكلام. أتوا ناري فقالوا أتينا فقلت منون أنتم، فمنون حكاية للضمير في قولهم (أتينا) وهذا الضمير معرفة، والمعارف غير الأعلام لا تحكى، وزعم الشيخ خالد أن (منون) حكاية للواو في (أتوا ناري) وليس بشيء كما ذكره ابن قاسم ونقله عنه الشيخ يس، فإن قوله (أتوا ناري) تصوير وإخبار بالذي وقع منهم، والحكاية إنما هي أن تعيد كلام غيرك، لا أن تذكر كلام نفسك، وهو اعتراض صحيح.