هذا باب الموصول
  [٤٥] -
  نحن الّذون صبّحوا الصّباحا ... يوم النّخيل غارة ملحاحا
  ولجمع المؤنث: «اللّاتي» و «اللّائي»، وقد تحذف ياؤهما، وقد يتقارض الألى واللّائي، قال:
[٤٥] - هذا بيت من الرجز المشطور، وقد اختلفت كلمة العلماء في نسبة هذا البيت إلى قائله اختلافا كثيرا، ونسبه أبو زيد (النوادر ٤٧) إلى رجل جاهلي من بني عقيل سماه أبا حرب الأعلم، ونسبه الصاغاني في العباب إلى ليلى الأخيلية، ونسبه جماعة إلى رؤبة بن العجاج، وهو غير موجود في ديوانه. وبعد الشاهد في رواية أبي زيد:
نحن قتلنا الملك الجحجاحا ... ولم ندع لسارح مراحا
إلّا ديارا أو دما مفاحا ... نحن بنو خويلد صراحا
لا كذب اليوم ولا مزاحا
اللغة: «نحن الذون» هكذا وقع في رواية النحويين لهذا البيت، والذي رواه الثقة أبو زيد في نوادره على الوجه المشهور في لغة عامة العرب «نحن الذين» وقوله «صبحوا» معناه جاؤوا بعددهم وعددهم في وقت الصباح مباغتين للعدو، وعلى هذا يجري قول اللّه تعالى: {فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ} «النخيل» - بضم النون وفتح الخاء - اسم مكان بعينه «غارة» اسم من الإغارة على العدو «ملحاحا» هو مأخوذ من قولهم «ألح المطر» إذا دام، وأراد أنها غارة شديدة تدوم طويلا «مفاحا» بضم الميم - قد أريق حتى يسيل «صراحا» يريد أن نسبهم إليه صريح خالص لا شبهة فيه ولا ظنة، وهو بزنة غراب. وجعله العيني وتبعه البغدادي بكسر الصاد جمع صريح، مثل كريم وكرام.
الإعراب: «نحن» ضمير منفصل مبتدأ «الذون» اسم موصول خبره «صبحوا» فعل وفاعل، والجملة لا محل لها صلة «الصباحا، يوم» ظرفان يتعلقان بقوله «صبحوا» ويوم مضاف، و «النخيل» مضاف إليه «غارة» مفعول لأجله، ويجوز أن يكون حالا بتأويل المشتق، أي: مغيرين، وقوله «ملحاحا» نعت لغارة.
الشاهد فيه: قوله «الذون» حيث جاء به بالواو في حالة الرفع كما لو كان جمع مذكر سالما، وبعض العلماء قد اغتر بمجيء «الذون» في حالة الرفع ومجيء «الذين» في حالتي النصب والجر، فزعم أن هذه الكلمة معربة وأنها جمع مذكر سالم حقيقة، وذلك بمعزل عن الصواب، والصحيح أنه مبني جيء به على صورة المعرب، والظاهر أنه مبني على الواو والياء.