أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[فصل: متى تحرك عين المفرد عند جمعه جمع المؤنث السالم؟ وبم تحرك؟]

صفحة 272 - الجزء 4

  فيه ما تغيّر في التثنية، تقول: (حبليات) بالياء، و (صحراوات) بالواو، كما تقول في تثنيتهما: (حبليان) و (صحراوان) وإذا كان ما قبل التاء حرف علّة، أجريت عليه بعد حذف التاء ما يستحقّه، لو كان آخرا في أصل الوضع، فتقول في نحو: ظبية وغزوة:

  (ظبيات) و (غزوات) بسلامة الياء والواو، وفي نحو: مصطفاة وفتاة: (مصطفيات) و (فتيات) بقلب الألف ياء، قال اللّه تعالى: {وَلا تُكْرِهُوا فَتَياتِكُمْ}⁣(⁣١) وفي نحو قناة: (قنوات) بالواو، وفي نحو: نباءة: (نباءات) و (نباوات) وفي نحو قرّاءة:

  (قرّاءات) بالهمز لا غير.

[فصل: متى تحرك عين المفرد عند جمعه جمع المؤنث السالم؟ وبم تحرك؟]

  فصل: إذا كان المجموع بالألف والتاء اسما، ثلاثيا، ساكن العين، غير معتلها، ولا مدغمها، فإن كانت فاؤه مفتوحة لزم فتح عينه. نحو: سجدة ودعد، تقول: (سجدات) و (دعدات)، قال اللّه تعالى: {كَذلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمالَهُمْ حَسَراتٍ عَلَيْهِمْ}⁣(⁣٢). وقال الشّاعر:

  [٥٣٩] -

  باللّه يا ظبيات القاع قلن لنا


(١) سورة النور، الآية: ٣٣.

(٢) سورة البقرة، الآية: ١٦٧.

[٥٣٩] - نسب قوم هذا الشاهد إلى العرجي، ونسبه آخرون إلى مجنون ليلى اغترارا بذكر اسم ليلى فيه، والذي ثبت عندنا أنه من كلام بدوي اسمه كامل الثقفي، وقد ترجم له الباخرزي في الدمية، وأنشد هذا البيت ثالث ثلاثة أبيات، وذكر أنه رآه وأنه حفظ منه هذه الأبيات.

والذي ذكره المؤلف صدر بيت من البسيط، وعجزه قوله:

ليلاي منكنّ أم ليلى من البشر

اللغة: «ظبيات» جمع ظبية، وأصلها الحيوان المعروف، وتطلق على المليحة من النساء استعارة «القاع» الأرض السهلة المطمئنة التي انفرجت عنها الجبال والآكام.

الإعراب: «باللّه» جار ومجرور متعلق بفعل قسم محذوف «يا» حرف نداء «ظبيات» منادى منصوب بالكسرة نيابة عن الفتحة لأنه جمع مؤنث سالم، وهو مضاف و «القاع» مضاف إليه «قلن» فعل أمر، ونون الإناث فاعله «لنا» جار ومجرور متعلق بقال: =