[فصل: متى تحرك عين المفرد عند جمعه جمع المؤنث السالم؟ وبم تحرك؟]
  وأمّا قوله:
  [٥٤٠] -
  وحمّلت زفرات الضّحى فأطقتها ... وما لي بزفرات العشيّ يدان
= «ليلاي» ليلى: مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة على الألف، وليلى مضاف وياء المتكلم مضاف إليه «منكن» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ، والجملة من المبتدأ وخبره في محل نصب مقول القول «أم» حرف عطف «ليلى» مبتدأ «من البشر» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ.
الشاهد فيه: في هذا البيت ثلاثة شواهد: أحدها في قوله: «ليلاي» حيث أضاف العلم حين كان مشتركا بين عدة مسميات فأشبه النكرة، وليس هذا مقصودا للمؤلف هنا، والثاني في قوله: «ظبيات» حيث فتح العين وهي الباء تبعا لفتحة الفاء التي هي الظاء والثالث في حذف همزة الاستفهام قبل المبتدأ والخبر، والأصل: أليلاي منكن، بدليل وقوع «أم» المتصلة بعدها.
[٥٤٠] - هذا بيت من الطويل، وهذا الشاهد من كلام عروة بن حزام العذري، من قصيدة رواها القالي في ذيل أماليه.
اللغة: «حملت» بالبناء للمجهول - أي كلفت أن أحمل ما فيه جهد ومشقة «زفرات» جمع زفرة، وهي خروج النفس ممتدا مع أنين «الضحى» هو الوقت الذي ترتفع فيه الشمس «أطقتها» تحملتها واستطعتها مع المشقة والجهد «وما لي يدان» هذه كناية عن أنه لا يطيق الأمر ولا يحتمله ولا قدرة له عليه.
الإعراب: «حملت» حمل: فعل ماض مبني للمجهول، وتاء المتكلم نائب فاعله، وهو مفعوله الأول «زفرات» مفعول ثان لحمل، وهو مضاف و «الضحى» مضاف إليه «فأطقتها» الفاء حرف عطف، أطاق: فعل ماض، وتاء المتكلم فاعله، وضمير الغائبة العائد إلى زفرات الضحى مفعول به «وما» الواو حرف عطف، ما: حرف نفي «لي» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم «بزفرات» الباء حرف جر، وزفرات: مجرور بالباء، وهو مضاف و «العشي» مضاف إليه «يدان» مبتدأ مؤخر مرفوع بالألف نيابة عن الضمة لأنه مثنى. والجار والمجرور في قوله: «بزفرات العشي» يتعلق بقوله: «يدان» لأنه في معنى قدرة.
الشاهد فيه: قوله: «زفرات» في الموضعين، حيث سكن العين - وهي الفاء - في جمع المؤنث، مع أنه استوفى الشروط التي يجب فيها فتح عينه، وذلك لضرورة إقامة الوزن.