هذا باب جمع التكسير
  وقال آخر:
  [٥٤٦] -
  وزندك أثبت أزنادها
= «ولا» الواو عاطفة، لا: زائدة لتأكيد النفي «شجر» معطوف على ماء مرفوع بالضمة الظاهرة.
الشاهد فيه: قوله «لأفراخ» فإنه جمع فرخ، وهو اسم ثلاثي صحيح العين مفتوح الفاء ساكن العين، وقياس نظرائه أن يجمع على أفعل مثل فلس وأفلس، ولكنه جمعه على أفعال كما يجمع معتل العين كأثواب وأبيات، وذلك شاذ عند جمهرة العلماء.
[٥٤٦] - هذا الشاهد من كلام الأعشى ميمون بن قيس بن معديكرب الكندي وهو من شواهد سيبويه، والذي أنشده المؤلف عجز بيت من المتقارب، وصدره قوله:
وجدت - إذا اصطلحوا - خيرهم
ويروى في الشاهد:
وزندك أثقب أزنادها
اللغة: «وجدت» بالبناء للمجهول بمعنى ألفيت «اصطلحوا» افتعل من الصلح وهكذا ورد في كتاب سيبويه والعيني، ووقع في بعض الأصول «أصلحوا» بدون طاء، فإن صحت هذه الرواية فلهذا الفعل مفعول محذوف، أي: إذا أصلحوا شأنهم «وزندك» الزند - بفتح الزاي وسكون النون - العود الذي تقتدح منه النار، ولاقتداح النار عودان، أحدهما أعلى وهو الذي يسمى زندا، والآخر أسفل ويقال له زندة، بالتاء «أثقب» أي أكثر فضلا، وزيادته في صفات الرجولة على غيره.
الإعراب: «وجدت» وجد: فعل ماض مبني للمجهول، وتاء المخاطب نائب فاعله وهو مفعوله الأول «إذا» ظرف لما يستقبل من الزمان «اصطلحوا» فعل ماض وفاعله، والجملة في محل جر بإضافة إذا إليها «خيرهم» خير: مفعول ثان لوجد، وخير مضاف وضمير الغائبين مضاف إليه «وزندك» الواو عاطفة أو واو الحال، زند: مبتدأ، وزند مضاف وضمير المخاطب مضاف إليه «أثقب» خبر المبتدأ، وهو مضاف وأزناد من «أزنادها» مضاف إليه، وأزناد مضاف وضمير الغائبة مضاف إليه.
الشاهد فيه: قوله «أزنادها» فإنه جمع زند، وهو اسم ثلاثي، على زنة فعل بفتح الفاء وسكون العين، وهو صحيح العين، وقياس نظرائه أن يجمع على أفعل فيقال أزند كما قالوا فلس وأفلس، لكنه جمعه كما يجمع معتل العين من هذه الزنة وذلك شاذ عند جمهرة النحاة كما ذكرناه في الشاهد السابق.