هذا باب جمع التكسير
  والظّاهر أنّ الضّمير للأبصار لا للنّساء، فهو جمع صاد لا صادّة، وفي المعتلّ، كغزّاء، وسرّاء(١).
  الحادي عشر: فعال - بكسر أوّله - وهو لثلاثة عشر وزنا:
  الأول والثاني: فعل وفعلة، اسمين أو وصفين، نحو: كعب وقصعة وصعب وخدلة، وندر في يائيّ الفاء، نحو: يعر(٢)، أو العين، نحو: ضيف وضيعة.
= «أبصارهن» وفي قوله «أراهن»، وقال المؤلف في الحواشي «لا أعلم أحدا ذكر مجيئه في فاعلة للمؤنث إلا في هذا البيت، وحكايته مشهورة بين الأصمعي وابن الأعرابي» اه، قلت: وحاصل هذه الحكاية التي أشار إليها أن الأصمعي قال بحضرة الرشيد، إن «صداد» في هذا البيت جمع صادة، وإن المراد الغواني المحدث عنهن، فخطأه ابن الأعرابي، وذكر أن «صداد» هو جمع صاد المذكر وأن المراد الأبصار لا النساء، وقد زعم المؤلف ههنا أن هذا هو الظاهر. وفي أمالي الزجاج بسنده عن ابن الأعرابي (ص ٥٨) قال: دخلت على سعيد بن سلم وعنده الأصمعي ينشده قصيدة للعجاج فيها:
فإن تبدّلت بآدي آدا ... لم يك ينآد فأمسى انآدا
فقد أراني أصل القعّادا
فقال له: ما معنى القعاد؟ فقال: النساء، فقلت له: هذا خطأ، وإنما يقال في جمع النساء «القواعد» كما قال اللّه ø: {وَالْقَواعِدُ مِنَ النِّساءِ اللَّاتِي لا يَرْجُونَ نِكاحاً} (سورة النور / ٦٠) ويقال في جمع الرجال «القعّاد» كما يقال: راكب وركاب وضارب وضراب، فانقطع. ثم خرجه بأنه قد يحمل بعض الجموع على بعض، فيحمل جمع المؤنث على المذكر وجمع المذكر على المؤنث، عند الحاجة إلى ذلك كما قالوا في المذكر: هالك في الهوالك وفارس في الفوارس فجمع كما يجمع المؤنث، وكما قال القطامي، ثم أنشد البيت الشاهد.
(١) وذلك في جمع غاز وسار، اسمي فاعل من الغزو والسرى.
(٢) اليعر - بفتح الياء وسكون العين المهملة - الجدي يوضع في الزّبية لاصطياد الأسد، وكان من شأنهم أنهم إذا أرادوا اصطياد الأسد حفروا حفرة وربطوا فيها جديا فيجيء الأسد فينزل الحفرة ليأكل الجدي فلا يستطيع الخروج؛ فهذه الحفرة هي الزبية، وهذا الجدي هو اليعر، وبه يضرب المثل في الذل فيقال: أذل من يعر.