[فصل: وقد يستغنى عن ياءي النسب بصوغ المنسوب إليه على فعال،]
  أي: بذي نبل، وحمل عليه قوم: {وَما رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ}(١)، أو على فاعل، أو على فعل، بمعنى ذي كذا؛ فالأوّل، كتامر، ولابن وطاعم وكأس(٢)، والثاني، كطعم ولبن ونهر، قال:
  [٥٥٢] -
  لست بليليّ ولكنّي نهر
= الشاهد فيه: قوله «بنبال» حيث صاغه على زنة فعال ليدل به على النسبة إلى ما أخذ منه، وهو النبل. وذلك جار على غير الغالب في هذه الصيغة؛ لأنها إنما تصاغ من أسماء الحرف كالنجارة والعطارة للدلالة على الانتساب إليها كما قال المؤلف. قال الأعلم «والمستعمل في مثل هذا نابل، كما يقال تأمر ولابن» إلا أنه بناه على فعال للمبالغة.
(١) سورة فصلت، الآية: ٤٦
(٢) وحمل على ذلك قول الحطيئة:
دع المكارم لا ترحل لبغيتها ... واقعد فإنّك أنت الطّاعم الكاسي
[٥٥٢] - هذا الشاهد من شواهد سيبويه (ج ٢ ص ٩٥) ولم ينسبه ولا نسبه الأعلم في شرحه، والذي أنشده المؤلف ههنا بيت من الرجز المشطور، وبعده قوله:
لا أدلج اللّيل ولكن أبتكر
اللغة: «بليلي» الليلي: المنسوب إلى الليل، يريد أنا لا أعمل بالليل، يعني أنه ليس لصا ولا فاتكا ولا فاحشا «نهر» بفتح النون وكسر الهاء - المنسوب إلى النهار، يريد أنه يعمل بالنهار، فهو ممّن يكدح لجلب رزقه، وقد يكون أراد أنه إذا عمل عملا عمله في الوضح بحيث يطلع عليه الناس، ولا يعمله في الظلام مستترا عن عين المراقبين، وهذه كناية عن ظهور أمره واتضاحه وانكشافه، كما فسروا قول سحيم «أنا ابن جلا» بذلك.
الإعراب: «لست» ليس: فعل ماض ناقص، وتاء المتكلم اسمه «بليلي» الباء حرف جر زائد، ليلي: خبر ليس منصوب بفتحة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد «ولكني» الواو حرف عطف، لكن: حرف استدراك ونصب، وياء المتكلم اسمه «نهر» خبر لكن مرفوع بالضمة الظاهرة، سكنه لأجل الوقف.
الشاهد فيه: قوله «نهر» فإنه أتى به على زنة فعل - بفتح الفاء وكسر العين - ليدل على =