أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[فصل: تمال الفتحة قبل واحد من أحرف ثلاثة]

صفحة 321 - الجزء 4

[فصل: تمال الفتحة قبل واحد من أحرف ثلاثة]

  فصل: تمال الفتحة قبل حرف من ثلاثة:

  أحدها: الألف، وقد مضت، وشرطها أن لا تكون في حرف، ولا في اسم يشبهه؛ فلا تمال (إلّا) لأجل الكسرة، ولا نحو: (على) للرجوع إلى الياء في نحو:

  (عليك) و (عليه) ولا (إلى) لاجتماع الأمرين فيها. ويستثنى من ذلك: (ها) و (نا) خاصّة؛ فإنّهم طردوا الإمالة فيهما فقالوا: (مرّ بنا وبها) و (نظر إلينا وإليها). وأمّا إمالتهم (أنّى) و (متى) و (بلى) و (لا) في قولهم: (افعل هذا إمّا لا) فشاذّ من وجهين: عدم التّمكن، وانتفاء السّبب.

  والثّاني: الراء، بشرط كونها مكسورة، وكون الفتحة في غير ياء، وكونهما


= من الطويل، وعجزه قوله:

بمنهمر جون الرّباب سكوب

اللغة: «منهمر» أراد مطرا كثيرا، تقول: انهمل المطر، وانهمر، ومعناه نزل بشدة وسال وتتابع نزوله، وفي القرآن الكريم: {فَفَتَحْنا أَبْوابَ السَّماءِ بِماءٍ مُنْهَمِرٍ} «جون الرباب» الجون - بفتح الجيم وسكون الواو - الأسود، ويطلق أيضا على الأبيض، فهو من الأضداد، والرباب - بفتح الراء - السحاب، ويكنى بسواد السحاب عن كثرة ما يحمل من المطر.

الإعراب: «عسى» فعل ماض ناقص «اللّه» اسم عسى مرفوع بالضمة الظاهرة «يغني» فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الياء، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى لفظ الجلالة، والجملة في محل نصب خبر عسى «عن» حرف جر «بلاد» مجرور بعن، وبلاد مضاف و «ابن» مضاف إليه، وابن مضاف، و «قادر» مضاف إليه «بمنهمر» جار ومجرور متعلق بقوله يغني «جون» نعت أول لمنهمر، وهو مضاف و «الرباب» مضاف إليه؛ وقد عرفت أن إضافة الوصف إلى فاعله لا تفيد تعريفا ولا تخصيصا «سكوب» نعت ثان لمنهمر.

الشاهد فيه: استشهد به المؤلف على أن سيبويه سمع من العرب من يميل كلمة «قادر» في هذا البيت مع وجود الفصل بين الألف والراء المكسورة بحرف وهو الدال.

ويستشهد به أيضا على مجيء خبر عسى فعلا مضارعا غير مقترن بأن المصدرية، وهو نادر، والكثير اقترانه بها، وقد أنشدناه في باب أفعال المقاربة لذلك.