أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

هذا باب الموصول

صفحة 137 - الجزء 1

  [٥٠] -

  فسلّم على أيّهم أفضل


[٥٠] - هذا عجز بيت من المتقارب، وصدره قوله:

إذا ما لقيت بني مالك

والبيت لغسان بن وعلة أحد الشعراء المخضرمين من بني مرة بن عباد، وأنشده أبو عمرو الشيباني في كتاب الحروف، وابن الأنباري في كتابه الإنصاف، وقال قبل إنشاده: «حكى أبو عمرو الشيباني عن غسان، وهو أحد من تؤخذ عنهم اللغة من العرب، أنه أنشد» وذكر البيت.

الإعراب: «إذا» ظرف تضمن معنى الشرط «ما» زائدة «لقيت» فعل وفاعل والجملة في محل جر بإضافة «إذا» إليها، وهي جملة الشرط «بني» مفعول به للقي، وبني مضاف و «مالك» مضاف إليه «فسلم» الفاء داخلة على جواب الشرط، وسلم: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «على» حرف جر «أيهم» يروى بضم «أي» وبجره، وهو اسم موصول على الحالتين، فعلى الضم هو مبني، وهو الأكثر في مثل هذه الحالة، وعلى الجر هو معرب مجرور بالكسرة الظاهرة، والضمير مضاف إليه «أفضل» خبر لمبتدأ محذوف، والتقدير «هو أفضل» وجملة المبتدأ وخبره لا محل لها صلة الموصول.

الشاهد فيه: قوله «أيهم أفضل» حيث أتى بأي مبنية على الضم - في الرواية المشهورة الكثيرة - فدل على أنها موصولة، لأن غير الموصولة معربة لا مبنية، وإنما بنيت هنا لكونها مضافة، وقد حذف صدر صلتها وهو المبتدأ الذي قدرناه في إعراب البيت، وهذا هو مذهب سيبويه وجماعة من البصريين في هذه الكلمة: أنها تأتي موصولة وتكون مبنية إذا اجتمع فيها أمران، أحدهما: أن تكون مضافة لفظا، والثاني أن يكون صدر صلتها محذوفا، وذهب الخليل بن أحمد ويونس بن حبيب - وهما شيخان من شيوخ سيبويه - إلى أن أيّا لا تجيء موصولة، وهي إما شرطية وإما استفهامية، وذهب جماعة الكوفيين إلى أنها قد تأتي موصولة، ولكنها معربة في جميع الأحوال: أضيفت أو لم تضف، حذف صدر صلتها أو ذكر.

وزعم يونس بن حبيب والخليل بن أحمد أن «أيهم» في هذا البيت اسم استفهام مرفوع على أنه مبتدأ خبره أفضل، والجملة عند الخليل مقول لقول محذوف يقع صفة لموصوف محذوف، وهذا الموصوف هو مجرور حرف الجر، وتقدير الكلام عنده: =