أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

فصل في إبدال الياء من أختيها الألف والواو

صفحة 344 - الجزء 4

  النساء، وفي قراءة ابن عامر في المائدة.

  وشذّ التّصحيح مع استيفاء الشّروط في قولهم: نارت الظّبية نوارا، بمعنى نفرت، ولم يسمع له نظير.

  الثالثة: أن تقع عينا لجمع صحيح اللام وقبلها كسرة. وهي في الواحد: إمّا معلّة نحو: دار وديار، وحيلة وحيل، وديمة وديم، وقيمة وقيم، وقامة وقيم؛ وشذ حاجة وحوج، وإمّا شبيهة بالمعلة، وهي الساكنة. وشرط القلب في هذه أن يكون بعدها في الجمع ألف، كسوط وسياط، وحوض وحياض، وروض ورياض؛ فإن فقدت صحّحت الواو نحو: كوز وكوزة وعود - بفتح أوّله؛ للمسن من الإبل - وعودة؛ وشذ قولهم: ثيرة وتصحّح الواو إن تحركت في الواحد نحو: طويل وطوال؛ وشذّ قوله:

  [٥٧٠] -

  وأنّ أعزّاء الرّجال طيالها


[٥٧٠] - هذا الشاهد من كلام أنيف بن زبان النبهاني الطائي أحد شعراء الحماسة، والذي أنشده المؤلف عجز بيت من الطويل، وصدره قوله:

تبيّن لي أنّ القماءة ذلّة

اللغة: «القماءة» بفتح القاف، وبوزن السحابة، قصر القامة «ذلة» بكسر الذال المعجمة وتشديد اللام، الضعة والهوان «أعزاء» جمع عزيز، وهو الوصف من العزة، وهي القوة والمنعة، وهي ضد الذلة «طيالها» جمع طويل، وأصله طوال، بالواو، فقلب الواو ياء لما سنذكره في بيان الاستشهاد بالبيت.

المعنى: يقول: إنه عرف بطول التجربة أن قصر القامة دليل وأمارة على ضعف الإنسان وضعته وذلته ومهانته، وأن الرجل العزيز القوي المنيع هو الطويل القامة المديد الفارع.

الإعراب: «تبين» فعل ماض «لي» جار ومجرور متعلق به «أن» حرف توكيد ونصب «القماءة» اسم أن «ذلة» خبر أن، وأن مع ما دخلت عليه في تأويل مصدر مرفوع فاعل تبين «وأن» الواو حرف عطف، أن: حرف توكيد ونصب «أعزاء» اسم أن، وهو مضاف و «الرجال» مضاف إليه «طيالها» طيال: خبر أن، وهو مضاف وها مضاف إليه.

الشاهد فيه: قوله: «طيالها» فإن أصله طوالها، بالواو، لكونه جمع طويل، فقلب =