فصل: يتميز الاسم عن الفعل والحرف بخمس علامات:
  الجرّ، سواء كان العامل حرفا، أم إضافة، أم تبعية، وقد اجتمعت في البسملة(١).
[الثانية: التّنوين]
  الثانية: التّنوين، وهو: نون ساكنة تلحق الآخر(٢) لفظا لا خطا لغير توكيد، فخرج بقيد السكون النون في «ضيفن» للطّفيليّ، و «رعشن» للمرتعش، وبقيد الآخر النون في «انكسر» و «منكسر» وبقولي «لفظا لا خطّا» النون اللاحقة لآخر القوافي، وستأتي، وبقولي «لغير توكيد» نون نحو: {لَنَسْفَعاً}(٣) و «لتضربن يا قوم» و «لتضربن يا هند».
وأنواع التنوين أربعة:
[أحدها: تنوين التمكين]
  أحدها: تنوين التمكين، كزيد ورجل، وفائدته الدلالة على خفّة الاسم وتمكّنه في باب الاسمية؛ لكونه لم يشبه الحرف فيبنى، ولا الفعل فيمنع من الصرف.
[الثاني: تنوين التنكير]
  الثاني: تنوين التنكير، وهو اللاحق لبعض المبنيّات للدّلالة على التنكير؛ تقول: «سيبويه» إذا أردت شخصا معينا اسمه ذلك، و «إيه» إذا استزدت مخاطبك
= الولد، وقول آخر - وقد سار إلى محبوبته على حمار بطيء - نعم السير على بئس العير، وسيأتي تخريجها على هذا المذهب في باب «نعم وبئس وما جرى مجراهما» وذهب الكوفيون إلى أن «نعم» و «بئس» اسمان بمعنى الممدوح والمذموم مستدلين بدخول حرف الجر عليهما في هذا الكلام ونحوه، وليس ما ذهبوا إليه بسديد، وستعرف تفصيل ذلك في الباب الذي وضع لهما في هذا الكتاب.
(١) وبيان ذلك أن لفظ «اسم» مجرور بالحرف وهو الباء، ولفظ الجلالة مجرور بإضافة لفظ اسم إليه، ولفظ «الرحمن» مجرور بالتبعية لأنه نعت.
(٢) المراد بالآخر الذي يلحقه التنوين ما كان آخرا حقيقة كالدال من «زيد» والراء من «عمرو» أو كان آخرا كالدال من «يد» و «غد» والميم من «دم» والخاء من «أخ» والباء من «أب» فإن لام هذه الكلمات قد حذفت اعتباطا: أي لغير علة، وبقيت عين هذه الكلمات أواخر لها حكما.
(٣) سورة العلق الآية: ١٥.