فصل في إبدال التاء من الواو والياء
  وقال:
  [٥٧٥] -
  فإنّ القوافي تتّلجن موالجا
= ويتهدده، وكان الأعشى قد مدح عامر بن الطفيل وحكم له على علقمة في منافرة وقعت بينهما، والذي أنشده المؤلف صدر بيت من الطويل، وعجزه قوله:
وسوف أزيد الباقيات القوارصا
اللغة: «تتعدني» أصلها توتعدني، فقلبت الواو تاء ثم أدغمت التاء في التاء، وسنذكر لذلك تكملة عند بيان الاستشهاد بالبيت، والمراد تتوعدني وتتهددني، وكذلك معنى «أتعدك» وقوله «أزيد الباقيات القوارص» أراد بها الأشعار التي تبقى على ألسنة الرواة يتناشدونها ويروونها للأعقاب عقبا بعد عقب، وتقول: كلمة قارصة، وكلمات قوارص، وكلام قارص، تريد أنه موجع مؤلم.
المعنى: يقول للمهجو: إن كنت تتوعدني وتتهددني بالعقوبة فإنني أتوعدك وأتهددك بمثل ما تتوعدني به، وأزيدك عقوبة بأن أقول فيك شعرا سائرا ومثلا دائرا يتضمن الكلام الموجع الممض المؤلم.
الإعراب: «إن» شرطية «تتعدني» تتعدني: فعل مضارع فعل الشرط، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت، والنون للوقاية، وياء المتكلم مفعول به «أتعدك» أتعد:
فعل مضارع جواب الشرط، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا، وضمير المخاطب مفعوله «بمثلها» الباء جارة، مثل: مجرور بالباء، والجار والمجرور متعلق بقوله أتعدك، ومثل مضاف وضمير الغائبة مضاف إليه «وسوف» الواو حرف عطف، سوف: حرف تنفيس «أزيد» فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا «الباقيات» مفعول به لأزيد، منصوب بالكسرة نيابة عن الفتحة لأنه جمع مؤنث سالم «القوارصا» نعت للباقيات منصوب بالفتحة الظاهرة.
الشاهد فيه: قوله «تتعدني» وقوله «أتعدك» فإن أصل الكلمة الأولى توتعدني وأصل الكلمة الثانية أو تعدك فالواو فاء الكلمة والتاء التي بعدها في الكلمتين حرف زائد وهي تاء الافتعال فقلبت الواو تاء في الكلمتين فتجاور في كل منهما تاءان فأدغمت التاء في التاء.
[٥٧٥] - هذا الشاهد من كلام طرفة بن العبد البكري، والذي أنشده المؤلف ههنا صدر بيت من الطويل، وعجزه قوله:
تضايق عنها أن تولّجها الإبر
=