فصل: يتميز الاسم عن الفعل والحرف بخمس علامات:
  من حديث معين؛ فإذا أردت شخصا مّا اسمه سيبويه أو استزادة من حديث مّا نوّنتهما(١).
[الثالث: تنوين المقابلة]
  الثالث: تنوين المقابلة، وهو اللاحق لنحو «مسلمات» جعلوه في مقابلة النون في نحو: مسلمين.
[الرابع: تنوين التعويض]
  الرابع: تنوين التعويض، وهو اللاحق لنحو غواش(٢)، وجوار عوضا عن الياء، ولإذ في نحو: {وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ}(٣) عوضا عن الجملة التي تضاف «إذ» إليها(٤).
(١) ومما جاء من اسم الفعل غير منون قول ذي الرمة:
وقفنا فقلنا إيه عن أمّ سالم ... وما بال تكليم الدّيار البلاقع
وكان الأصمعي يذهب إلى أن اسم الفعل لا يكون إلّا منونا، ويخطئ ذا الرمة في الإتيان بإيه غير منونة في هذا البيت، ولكن الأثبات من العلماء لم يقروه على ذلك، وذهبوا إلى ما قرره المؤلف هنا، قال ابن سيده: «والصحيح أن هذه الأصوات إذا عنيت بها المعرفة لم تنون، وإذا عنيت بها النكرة نونت. وإنما استزاد ذو الرمة هذا الطلل حديثا معروفا، كأنه قال: حدثنا الحديث، أو خبرنا الخبر» اه.
(٢) المراد بنحو «غواش» كل اسم ممنوع من الصرف وهو معتل الآخر، سواء أكان منعه من الصرف لكونه على صيغة منتهى الجموع نحو «غواش، وجوار، ودواع، ونواه» أم كان منعه من الصرف للعلمية ووزن الفعل نحو «أعيم، ويعيل» أصلهما تصغير أعمى ويعلى، ثم سمي بهما فصارا علمين موازنين لنحو أبيطر ويبيطر مضارعي بيطر.
(٣) سورة الروم، الآية: ٤.
(٤) أكثر النحاة يذكرون «إذ» لفظا واحدا في هذا الموضع. ويذكرون أن التنوين اللاحق لهذا اللفظ عوض عن الجملة التي من حق إذ أن تضاف إليها، والتقدير في الآية الكريمة: «ويوم يغلب الروم فارسا يفرح المؤمنون» فحذفت الجملة الأولى - وهي:
«يغلب الروم فارسا» - وعوض عنها التنوين، وبقيت إذ مبنية لشبهها بالحرف في الوضع على حرفين أو في الافتقار افتقارا متأصلا إلى جملة تضاف إليها.
ويذكر بعض النحاة في هذا الموضع «إذا» أيضا، فقد تحذف الجملة التي من حقها أن تضاف إليها ويعوض عنها التنوين، نحو قوله تعالى: {وَإِذاً لا يَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلَّا قَلِيلًا} وقوله جل شأنه: {إِذاً لَأَذَقْناكَ ضِعْفَ الْحَياةِ} وقوله تباركت كلمته: {وَإِذاً لَآتَيْناهُمْ} =