أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

هذا باب الموصول

صفحة 152 - الجزء 1

  الصّلة، وشذّت قراءة بعضهم: {تَماماً عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ}⁣(⁣١)، وقوله:

  [٥٦] -

  من يعن بالحمد لم ينطق بما سفه


= بمنزلة طول الصلة، فلم يشترطوا شيئا في جواز حذف العائد من صلتها، واشترطوا ذلك في صلة غير أي لأن غيرها من الموصولات لا يلزم الإضافة بل لا يقبلها.

بقي أنه يستثنى من اشتراط طول الصلة صلة «ما» في قولهم «لا سيما زيد» إذا رفعت زيدا؛ فإن رفعه على أنه خبر مبتدأ محذوف، وجملة المبتدأ والخبر لا محل لها من الإعراب صلة ما، والتقدير: ولا سي الذي هو زيد، فحذف المبتدأ وهو العائد وليست الصلة طويلة، والحذف في هذا الموضع مقيس وليس بشاذ.

(١) سورة الأنعام، الآية: ١٥٤.

[٥٦] - هذا صدر بيت من البسيط، وعجزه قوله:

ولا يحد عن سبيل المجد والكرم

وهذا البيت من الشواهد التي لم يتيسر لنا الوقوف على نسبتها إلى قائل معين. ولا عثرنا له على سوابق أو لواحق، وقد استشهد به كثير من النحاة منهم الأشموني (ش ١١٣).

اللغة: «يعن» بالبناء للمجهول لزوما كما هو المشهور في هذا الفعل - أي: يهتم؛ فأما عنى بمعنى قصد فهو مبني للمعلوم، وتقول: عني فلان بحاجتي يعنى بها فهو معنى، ومعناه أنه اهتم لها وجعلها بمكان العناية منه «الحمد» أراد به الثناء والشكر له «سفه» هو رقة العقل وضعفه، وأراد به لازمه، وهو مقال السوء الناشئ عن سخف العقل وطيش الحلم «يحد» يمل وينحرف.

المعنى: من اهتم بأن يكون محمود السيرة لم يجر على لسانه قول السفاهة، ولم يمل عن الطريق الذي سنه أهل المكارم وفضائل الأخلاق.

الإعراب: «من» اسم شرط مبتدأ «يعن» فعل مضارع مبني للمجهول فعل الشرط مجزوم بحذف الألف والفتحة قبلها دليل عليها، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود على اسم الشرط «بالحمد» جار ومجرور متعلق بيعن «لم» حرف نفي وجزم «ينطق» فعل مضارع مجزوم بلم، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى من، والجملة في محل جزم جواب الشرط «بما» الباء حرف جر، وما: اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالباء، والجار والمجرور متعلق بينطق «سفه» بالرفع:

خبر مبتدأ محذوف، والتقدير: هو سفه، وجملة المبتدأ وخبره لا محل لها من =