أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

هذا باب الموصول

صفحة 157 - الجزء 1

  بمثل ذلك الحرف معنى ومتعلّقا، نحو: {وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ}⁣(⁣١)، أي: منه، وقوله:

  [٥٩] -

  لا تركننّ إلى الأمر الّذي ركنت ... أبناء يعصر حين اضطرّها القدر


= تقديره: والذي حج حاتم له لا أخونك عهدا.

والأمر الثاني: أن هذا الحذف يقع في التقدير على التدرج، فيقدر أولا حذف حرف الجر فيتصل الضمير بالعامل، فيصير منصوبا ثم يحذف، وصرح بهذا الكسائي، وذهب سيبويه والأخفش إلى أن الجار والمجرور حذفا معا، والمسوغ لهذا الحذف هو طول الصلة؛ لأن الجار والمجرور من متعلقات الصلة، وهما زائدان على المسند والمسند إليه.

(١) سورة المؤمنون، الآية: ٣٣.

[٥٩] - هذا بيت من البسيط، وقد نسب العيني هذا البيت إلى كعب بن زهير بن أبي سلمى المزني.

اللغة: «لا تركنن» أي لا تمل، والمشهور في هذا الفعل أنه من باب علم، وقد جاء من باب نصر أيضا، وقد سمع فيه ركن يركن - على مثال يفتح بفتح - وهذا الأخير مخالف لما عليه باب فتح من أنه لا يجيء إلّا فيما عينه أو لامه حرف من حروف الحلق الستة، ولهذا قال الجوهري: إنه من باب الجمع بين لغتين، ومعنى ذلك أن المتكلم به من العرب قد استعمل الماضي من اللغة الثانية التي تأتي به على مثال نصر واستعمل المضارع من اللغة الأولى التي تأتي به على مثال علم يعلم، ويسمى هذا تداخل اللغات «يعصر» اسم رجل، وهو أبو قبيلة من باهلة.

الإعراب: «لا» حرف نهي مبني على السكون لا محل له من الإعراب «تركنن» تركن:

فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة في محل جزم بلا الناهية، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت، ونون التوكيد حرف لا محل له من الإعراب «إلى الأمر» جار ومجرور متعلق بتركن «الذي» اسم موصول نعت للأمر «ركنت» ركن: فعل ماض، والتاء علامة على تأنيث الفاعل «أبناء» فاعل ركن مرفوع بالضمة الظاهرة، وأبناء مضاف و «يعصر» مضاف إليه مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة لأنه لا ينصرف للعلمية ووزن الفعل «حين» ظرف زمان منصوب بركنت «اضطرها» اضطر: فعل ماض، وضمير الغائبة العائد إلى أبناء يعصر باعتبارهم قبيلة مفعول به مبني على السكون في محل نصب «القدر» فاعل اضطر مرفوع بالضمة الظاهرة، =