هذا باب الموصول
  وشذّ قوله:
  [٦٠] -
  وأيّ الدّهر ذو لم يحسدوني
= والجملة من الفعل وفاعله ومفعوله في محل جر بإضافة حين إليها.
الشاهد فيه: قوله «لا تركنن إلى الأمر الذي ركنت أبناء يعصر» حيث حذف العائد من جملة الصلة إلى الموصول؛ لكون ذلك العائد مجرورا بحرف جر مماثل للحرف الذي جر الموصوف بالموصول في اللفظ والمعنى، ومتعلق الحرفين متحد أيضا في اللفظ والمعنى؛ إذ المادة واحدة، وليس يضر اختلاف الصيغتين.
ومثل ما ذكرنا من الاستشهاد في هذا البيت جار في موضعين من قوله:
إن تعن نفسك بالأمر الّذي عنيت ... نفوس قوم سموا تظفر بما ظفروا
وهذا البيت منسوب لكعب بن زهير صاحب البيت الشاهد، وهو بيت أنشده العيني على أنه سابق على بيت الشاهد. وموضع الاستشهاد الأول فيه قوله «إن تعن نفسك بالأمر الذي عنيت نفوس قوم» فإن تقدير الكلام فيه: إن تعن نفسك بالأمر الذي عنيت به نفوس قوم، فحذف «به» لكون الموصوف بالموصول قد جر بباء مماثلة للباء الجارة للضمير في اللفظ والمعنى، ولكون متعلق الحرفين واحدا في اللفظ والمعنى أيضا، والموضع الثاني قوله «تظفر بما ظفروا» فإن التقدير: تظفر بما ظفروا به، فحذف «به» لكون الموصول مجرورا بباء مماثلة للباء الجارة للضمير في اللفظ والمعنى ولكون متعلق الحرفين واحدا في المادة والمعنى وإن اختلفت صيغتهما.
ومثل هذا الشاهد قول قيس بن ذريح:
فيا قلب صبرا واعترافا لما ترى ... ويا حبّها قع بالّذي أنت واقع
أصله: قع بالذي أنت واقع به، ومثل ذلك قول الآخر:
وقد كنت تخفي حبّ سمراء حقبة ... فبح لان منها بالّذي أنت بائح
أصله فبح الآن منها بالذي أنت بائح به.
[٦٠] - هذا عجز بيت من الوافر، وصدره قوله:
ومن حسد يجور عليّ قومي
وقد نسب بعض النحاة منهم الأشموني والشيخ خالد والعيني هذا البيت إلى حاتم، وراجعت ديوان شعره كله برواية ابن الكلبي فلم أجده فيه.
اللغة: «من حسد» معنى من ههنا التعليل، يريد أنهم بسبب الحسد يجورون عليه، =