هذا باب المبتدأ والخبر
= ولم أقف لهذا الشاهد على نسبة إلى قائل معين، ولا عثرت له على سوابق أو لواحق تتصل به.
اللغة: «واف» اسم فاعل من «وفى» بتخفيف الفاء - إذا أكمل، وتقول: وفي فلان الكيل والوزن، إذا أكمله ولم ينقص منه شيئا، وتقول: وفي فلان بوعده ووفى وعده إذا أنجزه ولم يخلف، فكأنه أكمل ما حدث به أولا «عهدي» العهد بين الرجلين: توثق ما بينهما من آصرة، وفي الأساس: عهد إليه - وبابه فهم - واستعهد منه، إذا وصاه وشرط عليه «أقاطع» أهجر.
المعنى: يقول لصديقيه: إنكما إذا لم تكونا لي على من أعاديه، وإذا لم تقاطعا من أقاطع من الناس من أجلي، فإنكما لم تفيا بما بيننا من عهد الصداقة والوداد.
الإعراب: «خليلي» منادى بحرف نداء محذوف، منصوب بالياء المفتوح ما قبلها تحقيقا والمكسور ما بعدها تقديرا لأنه مثنى، وهو مضاف وياء المتكلم مضاف إليه «ما» حرف نفي «واف» مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة على الياء المحذوفة للتخلص من التقاء الساكنين «بعهدي» الجار والمجرور متعلق بواف، وعهد مضاف وياء المتكلم مضاف إليه «أنتما» فاعل بواف، سد مسد الخبر «إذا» ظرف لما يستقبل من الزمان «لم» حرف نفي وجزم وقلب «تكونا» فعل مضارع مجزوم بلم، وعلامة جزمه حذف النون، وألف الاثنين اسمه «لي» جار ومجرور متعلق بتكونا «على» حرف جر «من» اسم موصول مبني على السكون في محل جر بعلى، والجار والمجرور متعلق بمحذوف خبر تكونا الناقص «أقاطع» فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا، والجملة من الفعل المضارع وفاعله لا محل لها من الإعراب صلة من المجرورة محلا بعلى، والعائد من جملة الصلة إلى الموصول محذوف، وتقدير الكلام: إذا لم تكونا لي على الذي أقاطعه، وجملة تكونا واسمه وخبره في محل جر بإضافة إذا إليها، وجواب إذا محذوف يدل عليه سابق الكلام، والتقدير: إذا لم تكونا على من أقاطع فما واف بعهدي أنتما.
الشاهد فيه: قوله «واف ... أنتما» والنحاة يستشهدون بهذه العبارة على شيئين:
أولهما أن فاعل الوصف الواقع مبتدأ بعد حرف النفي قد سد مسد خبره. والوصف هنا قوله «واف» فإنه اسم فاعل من وفي علي ما عرفت في لغة البيت، وفاعله هو «أنتما» -