أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

هذا باب المبتدأ والخبر

صفحة 182 - الجزء 1

  نحو: {الْحَمْدُ لِلَّهِ}⁣(⁣١)، والصحيح أن الخبر في الحقيقة متعلّقهما المحذوف⁣(⁣٢)، وأن تقديره كائن أو مستقرّ، لا كان أو استقرّ، وأن الضمير الذي كان فيه انتقل إلى الظرف والمجرور كقوله:

  [٦٩] -

  فإنّ فؤادي عندك الدّهر أجمع


(١) سورة الفاتحة، من آيات كثيرة منها الآية: ١.

(٢) في هذه المسألة أقوال، الأول: أن الخبر هو نفس الظرف والجار والمجرور وحدهما، لأنهما يتضمنان معنى صادقا على المبتدأ، والقول الثاني: أن الخبر هو مجموع الظرف أو الجار والمجرور مع متعلقهما، والمتعلق جزء من الخبر، واختار هذا الرأي المحقق الرضي، والقول الثالث: ما ارتضاه المؤلف هنا وذكر أنه الصحيح، وحاصله أن الخبر هو المتعلق المحذوف.

[٦٩] - هذا عجز بيت من الطويل، وصدره قوله:

فإن يك جثماني بأرض سواكم

وقد نسب أبو حيان هذا البيت إلى كثير عزة. والصواب أن هذا البيت من قصيدة طويلة لجميل بن عبد اللّه بن معمر العذري المعروف بجميل بثينة، وهذه القصيدة ثابتة في ديوان جميل وفيها البيت المستشهد به كما هنا، ومطلعها:

أهاجك أم لا بالمداخل مربع ... ودار بأجراع الغديرين بلقع

اللغة: «جثماني» قال ابن منظور: «الجثمان بمنزلة الجسمان جامع لكل شيء، تريد به جسمه وألواحه، ويقال: ما أحسن جثمان الرجل وجسمانه، تريد ما أحسن جسده» اه. «بأرض سواكم» يروى بالإضافة وبتنوين أرض، ووقع في بعض الروايات «بأرض بعيدة».

المعنى: يقول لمحبوبته: إن كانت أجسامنا متباعدة وكنت مقيما في أرض غير أرضكم فإن قلبي مقيم عندك لا يفارق أرضك ما بقي الدهر، ولا يغادرك، يعني أنه مقيم على حبها.

الإعراب: «إن» حرف شرط جازم «يك» فعل مضارع فعل الشرط، مجزوم بسكون النون المحذوفة للتخفيف «جثماني» اسم يك مرفوع بضمة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم، وهو مضاف وياء المتكلم مضاف إليه «بأرض» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر يك، وأرض مضاف وسوى من «سواكم» مضاف إليه، وسوى مضاف وضمير المخاطبين مضاف إليه «فإن» الفاء واقعة في جواب الشرط، إن: حرف توكيد ونصب «فؤادي» =