أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[فصل: لا يبتدأ بنكرة إلا إن أفادت]

صفحة 184 - الجزء 1

  عن أسماء الذوات، نحو: «زيد اليوم»، فإن حصلت فائدة جاز: كأن يكون المبتدأ عاما والزمان خاصا، نحو: «نحن في شهر كذا»، وأما نحو: «الورد في أيّار»، و «اليوم خمر» و «اللّيلة الهلال»، فالأصل: خروج الورد، وشرب خمر، ورؤية الهلال.

[فصل: لا يبتدأ بنكرة إلا إن أفادت]

  فصل: ولا يبتدأ بنكرة، إلا إن حصلت فائدة: كأن يخبر عنها بمختص مقدم ظرف أو مجرور نحو: {وَلَدَيْنا مَزِيدٌ}⁣(⁣١)، و {عَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ}⁣(⁣٢) ولا يجوز «رجل في الدّار» ولا «عند رجل مال» أو تتلو نفيا، نحو: «ما رجل قائم» أو استفهاما نحو: {أَ إِلهٌ مَعَ اللَّهِ}⁣(⁣٣)، أو تكون موصوفة سواء ذكرا نحو: {وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ}⁣(⁣٤)، أو حذفت الصفة، نحو: «السّمن منوان بدرهم»، ونحو: {وَطائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ}⁣(⁣٥)، أي: منوان منه، وطائفة من غيركم، أو الموصوف⁣(⁣٦) كالحديث:

  «سوداء ولود خير من حسناء عقيم»، أي: امرأة سوداء، أو عاملة عمل الفعل، كالحديث: «أمر بمعروف صدقة، ونهي عن منكر صدقة» ومن العاملة المضافة كالحديث: «خمس صلوات كتبهنّ اللّه».

  ويقاس على هذه المواضع ما أشبهها نحو: «قصدك غلامه رجل» و «كم رجلا في الدّار»، وقوله:


= حصول فائدة، وأجازوا أن يخبر بالزمان عن اسم المعنى من غير قيد. لأنهم علموا أن الفائدة حاصلة دائما.

(١) سورة ق، الآية: ٣٥.

(٢) سورة البقرة، الآية: ٧.

(٣) سورة النمل، الآيات: ٦٠ - ٦٤.

(٤) سورة البقرة، الآية: ٢٢١.

(٥) سورة آل عمران، الآية: ١٥٤.

(٦) أي أو حذف الموصوف وحده وبقيت الصفة، فهذا عطف على قوله فيما قبل «سواء ذكرا» أي الموصوف والصفة معا، وقوله: «أو حذفت الصفة» فالأقسام ثلاثة: ذكرهما معا، وحذف الموصوف وحده، وحذف الصفة وحدها.