[فصل: لا يبتدأ بنكرة إلا إن أفادت]
  [٧٠] -
  لولا اصطبار لأودى كلّ ذي مقة
  وقولك: «رجيل في الدّار» لشبه(١) الجملة بالظرف والمجرور، واسم
[٧٠] - هذا صدر بيت من البسيط، وعجزه قوله:
لمّا استقلّت مطاياهنّ للظّعن
ولم ينسبوا هذا الشاهد إلى قائل معين.
اللغة: «أودى» فعل لازم معناه هلك «مقة» حب، وفعله ومق - كوعد - والتاء في مقة عوض عن فاء الكلمة - وهي الواو - كعدة وزنة، ونحوهما «استقلت» نهضت وهمت بالسير «الظعن» الرحيل والسفر، وهو هنا بفتح العين، وأصله سكون العين، ولكن لما كانت العين حرفا من حروف الحلق فتحها، وكذلك نحو نهر وبحر، من كل اسم ثلاثي ثانيه حرف حلق ساكن، فإنهم يستسيغون فتح ثانيه.
المعنى: يقول: إنه صبر على سفر أحبابه، وتجلد حين اعتزموا الرحيل، ولولا ذلك الصبر الذي أبداه وتمسك به لبدا منه ما يهلك بسببه كل من يحبه ويعطف عليه.
الإعراب: «لولا» حرف يدل على امتناع الجواب لوجود الشرط «اصطبار» مبتدأ، والخبر محذوف وجوبا تقديره «موجود» وقوله: «لأودى» اللام واقعة في جواب لولا وأودى: فعل ماض «كل» فاعل أودى، وكل مضاف، و «ذي» مضاف إليه، وذي مضاف، و «مقة» مضاف إليه «لما» ظرف بمعنى حين مبني على السكون في محل نصب متعلق بقوله أودى «استقلت» استقل: فعل ماض، والتاء للتأنيث «مطاياهن» مطايا:
فاعل استقلت، ومطايا مضاف والضمير مضاف إليه، والجملة في محل جر بإضافة «لما» إليها «للظعن» جار ومجرور متعلق باستقلت.
الشاهد فيه: قوله: «اصطبار» فإنه مبتدأ - مع كونه نكرة - والمسوغ لوقوعه مبتدأ وقوعه بعد «لولا»، وإنما كان وقوع النكرة بعد «لولا» مسوغا للابتداء بها لأن «لولا» تستدعي جوابا يكون معلقا على جملة الشرط التي يقع المبتدأ فيها نكرة، وهي تقتضي انتفاء هذا الجواب لانتفاء الشرط، فيكون لولا حرف نفي في الجملة، ولهذا تجد المؤلف يقول «ولشبه تالي لولا بتالي النفي».
(١) هذا الكلام تعليل لقياس ما لم يذكره على ما ذكره، والجملة هي الممثل لها بقوله:
«قصدك غلامه رجل» والظرف هو الممثل له بقوله تعالى: {وَلَدَيْنا مَزِيدٌ} والجار والمجرور هو الممثل له بقوله تعالى: {وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ} ووجه الشبه بين مثال الجملة ومثالهما هو كون كل منهما مقدما خاصا، واسم الاستفهام هو الممثل له بقوله: =