أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

فصل: وللخبر ثلاث حالات:

صفحة 187 - الجزء 1

  إحداها: أن يخاف التباسه بالمبتدأ، وذلك إذا كانا معرفتين، أو متساويين ولا قرينة، نحو: «زيد أخوك» و «أفضل منك أفضل منّي» بخلاف «رجل صالح حاضر» و «أبو يوسف أبو حنيفة»، وقوله:

  [٧١] -

  بنونا بنو أبنائنا ....


= ومنها: أن يكون الخبر طلبا نحو «زيد اضربه» و «زيد لا تهنه».

ومنها: أن يكون المبتدأ دعاء، نحو قولك: «سلام عليكم» و «ويل لكم».

ومنها: أن يكون الخبر متعددا وهو في قوة الخبر الواحد، نحو «الرمان حلو حامض».

ومنها: أن يقع بين المبتدأ والخبر ضمير الفصل نحو «زيد هو المنطلق».

ومنها: أن يكون الخبر مقترنا بالباء الزائدة، نحو قولك: ما زيد بقائم.

[٧١] - هذه قطعة من صدر بيت من الطويل، وهو بتمامه:

بنونا بنو أبنائنا، وبناتنا ... بنوهنّ أبناء الرّجال الأباعد

وأنشده الرضي ١/ ٨٧ والأشموني (ق ١٥٣) وابن هشام في المغني (ش ٧٠٢).

ونسب جماعة هذا البيت للفرزدق، وقال قوم: لا يعلم قائله مع شهرته في كتب النحاة وأهل المعاني والفرضيين؛ ويظهر لي أنه موضوع، فإنه أشبه بالمتون التي تضبط بها القواعد.

الإعراب: «بنونا» بنو: خبر مقدم، وبنو مضاف والضمير مضاف إليه «بنو» مبتدأ مؤخر، وهو مضاف وأبناء من «أبنائنا» مضاف إليه، وأبناء مضاف والضمير مضاف إليه «وبناتنا» الواو عاطفة، بنات: مبتدأ أول، وهو مضاف والضمير مضاف إليه «بنوهن» بنو: مبتدأ ثان، وهو مضاف والضمير مضاف إليه «أبناء» خبر المبتدأ الثاني، وجملة المبتدأ الثاني وخبره في محل رفع خبر المبتدأ الأول. وأبناء مضاف و «الرجال» مضاف إليه «الأباعد» صفة للرجال.

الشاهد فيه: قوله: «بنونا بنو أبنائنا» حيث قدم الخبر - وهو قوله: «بنونا» على المبتدأ وهو «بنو أبنائنا» - مع استواء المبتدأ والخبر في التعريف، فإن كلّا منهما مضاف إلى ضمير المتكلم - وإنما ساغ ذلك لوجود قرينة معنوية تعين المبتدأ منهما، فإنك قد عرفت أن الخبر هو محط الفائدة فما يكون فيه أساس التشبيه - الذي تذكر الجملة لأجله - فهو الخبر.

ومثل هذا قولهم: «ذكاة الجنين ذكاة أمّه» إلّا أن في هذا المثال ما يوجب التأخير وهو اشتمال المبتدأ على ضمير يعود إلى الخبر، والأصل: ذكاة أم الجنين ذكاة للجنين؛ =