فصل: يتميز الاسم عن الفعل والحرف بخمس علامات:
  على ما ليس باسم، نحو: {يا لَيْتَ قَوْمِي}(١) الا يا اسجدوا(٢) في قراءة الكسائي(٣)، بل المراد كون الكلمة مناداة، نحو: «يا أيّها الرجل، ويا فل، ويا مكرمان»(٤).
[الرابعة: أل غير الموصولة]
  الرابعة: أل غير الموصولة، كالفرس والغلام، فأما الموصولة فقد تدخل على المضارع، كقوله:
  [٣] -
  ما أنت بالحكم التّرضى حكومته
(١) سورة يس، الآية: ٢٦.
(٢) سورة النمل، الآية: ٢٥.
(٣) قراءة الكسائي واردة عن ابن عباس ®، وهي بتخفيف اللام في «ألا» على أن كلمة «ألا» حرف تنبيه. فيكون «يا» حرف نداء، والمنادى به محذوف.
واسجدوا فعل أمر، وكأنه قيل: ألا يا هؤلاء اسجدوا، والدليل على صحة هذا التخريج على هذه القراءة أن الكسائي الذي رويت عنه يقف على ألا يا ثم يبتدئ اسجدوا لله الذي يخرج الخبء وقرأ قوم بتشديد اللام في «ألا» على أنهما كلمتان: الأولى أن المصدرية. والثانية «لا» النافية، فيكون بعدها «يسجدوا» وهو فعل مضارع، والياء فيه ياء المضارعة، وهو منصوب بأن المصدرية، والمصدر المنسبك من «أن» المصدرية والمضارع في موضع نصب على أنه بدل من «أعمالهم» أي فزين لهم الشيطان أعمالهم، زين لهم عدم عبادة اللّه - إلخ، وكتابتها في المصحف «ألا يسجدوا» تؤيد ذلك.
(٤) إنما خص المؤلف هذه الأسماء بالذكر مع هذه العلامة لأنها ملازمة للنداء، ومعنى هذا أنها لا تقبل من العلامات التي ذكرها إلّا النداء، ومعنى «يافل» يا رجل أو يا امرأة، ونظيرهن «يا ملأمان» و «يا خباث» وبابه، وسيأتي في باب النداء.
[٣] - هذا صدر بيت من البسيط، وعجزه قوله:
ولا الأصيل ولا ذي الرّأي والجدل
وهذا بيت للفرزدق يقوله في هجاء رجل من بني عذرة، وكان هذا الرجل قد دخل على عبد الملك بن مروان بن الحكم يمدحه، وعند عبد الملك جرير والأخطل والفرزدق، وهو لا يعرفهم، وهم الثلاثة الفحول من شعراء دولة بني أمية، فعرف عبد الملك الأعرابي بهم، فقال على الفور: =