[حذف الخبر وجوبا]
  لأكرمتك» أي: لولا زيد موجود، فلو كان كونا مقيدا وجب ذكره إن فقد دليله، كقولك «لولا زيد سالمنا ما سلم» وفي الحديث «لولا قومك حديثو عهد بكفر لبنيت الكعبة على قواعد إبراهيم»، وجاز الوجهان إن وجد الدليل، نحو: «لولا أنصار زيد حموه ما سلم»، ومنه قول أبي العلاء المعري:
  [٧٧] -
  فلولا الغمد يمسكه لسالا
= يمسكه لسالا، أو هو نائب فاعل لفعل محذوف يفسره ما بعده، كما في المثال الذي ذكره المؤلف، فتقديره: لولا وجد زيد لأكرمتك، والعجب من الكوفيين الذين يذهبون في الاسم المرفوع بعد أدوات الشرط نحو «إن زيد جاءك فأكرمه» إلى أنه مبتدأ أو فاعل متقدم، كيف خالفوا هذا المذهب في لولا؟ ومنهم من ذهب إلى أن الاسم المرفوع بعد لولا مرفوع بلولا نفسها لأنها في معنى انتفى، وسيأتي هذا الكلام مفصلا في مباحث «لولا».
[٧٧] - هذا عجز بيت من الوافر، وصدره قوله:
يذيب الرّعب منه كلّ عضب
والبيت لأبي العلاء المعري أحمد بن عبد اللّه بن سليمان، نادرة الزمان، وأوحد الدهر حفظا وذكاء وصفاء نفس، وهو من شعراء العصر الثاني من عصور الدولة العباسية، فلا يحتج بشعره على قواعد النحو التصريف، والمؤلف إنما جاء به للتمثيل لا للاحتجاج والاستشهاد به، أو ليبين أن الجمهور لحنوه، وأنه عندهم غير صحيح.
اللغة: «يذيب» من الإذابة، وهي إسالة الحديد ونحوه من الجامدات «الرعب» الفزع والخوف «عضب» هو السيف القاطع «الغمد» قراب السيف وجفنه.
الإعراب: «يذيب» فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة «الرعب» فاعل «منه» جار ومجرور متعلق به «كل» مفعول به ليذيب، وكل مضاف، و «عضب» مضاف إليه «فلولا» حرف امتناع لوجود «الغمد» مبتدأ «يمسكه» فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى الغمد، والهاء التي هي ضمير عائد على السيف - مفعول به، والجملة في محل رفع خبر المبتدأ «لسالا» اللام واقعة في جواب «لولا» وسال:
فعل ماض، والألف للإطلاق والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى السيف.
التمثيل به: في قوله «فلولا الغمد يمسكه» حيث ذكر الخبر - وهو جملة «يمسك» وفاعله، لأنه كون خاص وقد دل عليه الدليل، وخبر المبتدأ الواقع بعد لولا يجوز ذكره =