أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

هذا باب الأفعال الداخلة على المبتدأ والخبر

صفحة 222 - الجزء 1

  الخبر بين النافي والمنفي⁣(⁣١) مطلقا، نحو: «ما قائما كان زيد» ويمتنع التقديم على «ما» عند البصريين والفرّاء، وأجازه بقية الكوفيين، وخصّ ابن كيسان المنع بغير زال وأخواتها؛ لأن نفيها إيجاب، وعمّم الفرّاء المنع في حروف النفي⁣(⁣٢)، ويردّه قوله:

  [٨٧] -

  على السّنّ خيرا لا يزال يزيد


= والوجه الثالث من وجوه الاعتراض أنا نقول: إن هذه الآية تحتمل وجوها أخر من الإعراب، ومتى احتملت تلك الوجوه لم تصلح لأن تكون دليلا، ومن الوجوه المحتملة أن يكون {يَوْمَ يَأْتِيهِمْ} مبتدأ وهو مبني على الفتح في محل رفع، وإنما بني لأنه أضيف إلى جملة {يَأْتِيهِمْ} واسم {لَيْسَ} ضمير مستتر فيها، و {مَصْرُوفاً} خبر ليس، وجملة ليس واسمه وخبره في محل رفع خبر المبتدأ الذي هو {يَوْمَ يَأْتِيهِمْ}

(١) المراد بإطلاق النفي هنا أن يشمل ما يكون النفي شرطا لعمله كزال وما لا يكون النفي شرطا لعمله مثل كان.

(٢) يريد أن الفراء ذهب إلى أن «ما» و «لا» و «إن» و «لن» النافيات لها حكم واحد، وهو أنه لا يجوز أن يتقدم الخبر ولا معموله على حرف النفي، وخص المحققون هذا الحكم بحرف واحد من حروف النفي وهو «ما» وذهب المحقق الرضي إلى أن «إن» النافية لها حكم «ما».

[٨٧] - هذا عجز بيت من الطويل، وصدره قوله:

ورجّ الفتى للخير ما إن رأيته

هذا البيت من كلام المعلوط القريعي.

اللغة: «رج» فعل أمر من الترجية، وهي الأمل وتوقع الخير، يريد أمل فيه الخير، وتوقعه منه، وانتظر أن يأتي به «ما» هي ههنا الظرفية التي تدل على المدة «على السن» أراد كلما زادت سنه وتقادم به الزمان.

المعنى: يريد أنك إذا رأيت الفتى يزداد خيرا كلما علت به السن وتقدم ميلاده فترقب منه الخير الوافر وأمل فيه الأمل البعيد.

الإعراب: «رج» فعل أمر مبني على حذف الياء والكسرة قبلها دليل عليها، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «الفتى» مفعول به لرج «للخير» جار ومجرور متعلق برج «ما» مصدرية ظرفية «إن» حرف زائد بعد ما الظرفية المصدرية لشبهها لفظا بما النافية «رأيته» فعل ماض، وتاء المخاطب فاعله، وهاء الغائب العائدة على الفتى مفعول به «على السن» جار ومجرور متعلق بقوله يزيد الآتي آخر البيت «خيرا» مفعول به مقدم =