هذا باب الأفعال الداخلة على المبتدأ والخبر
  وقولهم: «النّاس مجزيّون بأعمالهم إن خيرا فخير، وإن شرّا فشرّ»(١)، أي: إن كان عملهم خيرا فجزاؤهم خير، ويجوز «إن خير فخيرا» بتقدير: إن كان في عملهم خير فيجزون خيرا، ويجوز نصبهما ورفعهما، والأول أرجحها، والثاني أضعفها، والأخيران متوسّطان.
  ومثال لو، «التمس ولو خاتما من حديد»(٢)، وقوله:
  [٩٥] -
  لا يأمن الدّهر ذو بغي ولو ملكا
= التقدير في بيت ليلى: لا تقربن هؤلاء القوم إن كنت ظالما وإن كنت مظلوما، لأنك إن كنت ظالما فلن تستطيعهم، وإن كنت مظلوما فلن تقوى على الانتصاف منهم، والتقدير في بيت ابن همام السلولي: أحضرت عذري عليه الشهود إن كان الحاكم عاذرا لي وإن كان تاركا للأخذ بعذري، والتقدير في البيت الذي أنشده ابن مالك:
انطق بحق وإن كنت مستخرجا إحنا، وقد حذف في كل بيت من ثلاثة الأبيات كان واسمها وأبقى خبرها.
(١) وقد روى البخاري في كتاب التمني، في باب ما يكره من التمني، قوله ﷺ: «لا يتمنى أحدكم الموت، إما محسنا فلعله يزداد، وإما مسيئا فلعله يستعتب» قال ابن مالك في تخريجه: «أصله إما يكون محسنا، وإما يكون مسيئا، فحذف يكون مع اسمها مرتين وأبقى الخبر» اه.
(٢) هذه قطعة من حديث نبوي رواه البخاري في صحيحه من حديث سهل بن سعد، ¥، وقصته أن امرأة عرضت نفسها على النبي ﷺ، فقال له رجل: يا رسول اللّه، زوجنيها، فقال: ما عندك؟ فقال: ما عندي شيء، قال: اذهب فالتمس ولو خاتما من حديد، ولكن هذا إزاري ولها نصفه، فقال النبي ﷺ: وما تصنع بإزارك؟
إن لبسته لم يكن عليها شيء منه، وإن لبسته لم يكن عليك شيء منه، فجلس الرجل حتى إذا تم مجلسه قام، فرآه النبي ﷺ، فدعاه فقال له: ماذا معك من القرآن؟ فقال:
معي سورة كذا وسورة كذا وسورة كذا، فقال ﷺ: ملكتكها بما معك من القرآن.
[٩٥] - هذا صدر بيت من البسيط، وعجزه قوله:
جنوده ضاق عنها السّهل والجبل
ولم أقف على نسبة هذا البيت إلى قائل معين، ولا عثرت له على سوابق أو لواحق تتصل به. =