أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

هذا باب الأفعال الداخلة على المبتدأ والخبر

صفحة 239 - الجزء 1

  أي: لأن كنت ذا نفر فخرت، ثم حذف متعلّق الجارّ.

  وقلّ بدونها، كقوله:

  [٩٨] -

  أزمان قومي والجماعة كالّذي


= متصلا بكان، لأنه لم يبق في الكلام عامل يتصل به، ثم عوض عن كان بما الزائدة، فالتقى حرفان متقاربان - وهما نون أن المصدرية وميم ما الزائدة - فأدغما، فصار الكلام: أما أنت ذا نفر.

هذا، وقد روى ابن دريد وأبو حنيفة الدينوري في مكان هذه العبارة «إما كنت ذا نفر» وعلى روايتهما لا يكون في البيت شاهد.

ومن شواهد المسألة قول الشاعر:

إمّا أقمت وإمّا أنت مرتحلا ... فاللّه يكلأ ما تأتي وما تذر

[٩٨] - هذا صدر بيت من الكامل، وعجزه قوله:

لزم الرّحالة أن تميل مميلا

وهذا البيت من شواهد سيبويه (١/ ١٥٤) وهو من كلمة طويلة لعبيد بن حصين الراعي، يخاطب فيها أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان الأموي، ويذكر فيها التزام قومه الطاعة، وأنهم لم يشتركوا في مقتل عثمان، ولا فيما تلاه من الفتن، ويخص خروج عبد اللّه بن الزبير على بني أمية، وقد روى هذه القصيدة كلها صاحب جمهرة أشعار العرب (ص ١٧٢ بولاق) وقبل البيت الشاهد مما يرتبط به معناه قوله:

إنّي حلفت على يمين برّة ... لا أكذب اليوم الخليفة قيلا

ما زرت آل أبي خبيب وافدا ... يوما أريد لبيعتي تبديلا

من نعمة الرّحمن، لا من حيلتي ... إنّي أعدّ له عليّ فضولا

اللغة: «يمين برة» هي الصادقة التي بر صاحبها بها، وضدها اليمين الفاجرة «قيلا» وهو القول، وأصله منقول من الفعل المبني للمجهول «آل أبي خبيب» أبو خبيب: هو عبد اللّه بن الزبير، كني بابنه، وكان عبد اللّه قد ادعى الخلافة ببلاد الحجاز وتبعه خلق كثير «فضولا» جمع فضل، والفضل: الإحسان والإنعام «أزمان» جمع زمن «الرّحالة» بكسر الراء المهملة، بزنة كتابة - سرج كان يعمل من جلود الشاء وأصوافها، وكان يتخذ للجري الشديد، ويقال: الرحالة شبه السرج ولا قربوس له ولا مؤخرة «مميلا» مصدر ميمي كالميلان في المعنى ويراد بهما الانحراف. =