أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[ومنها: جواز حذف النون من مضارعها]

صفحة 241 - الجزء 1

  قال سيبويه: أراد أزمان كان قومي.

  الرابع: أن تحذف مع معموليها، وذلك بعد «إن» في قولهم: «افعل هذا إمّا لا»، أي: إن كنت لا تفعل غيره، فما عوض، ولا النافية للخبر.

[ومنها: جواز حذف النون من مضارعها]

  ومنها: أن لام مضارعها يجوز حذفها، وذلك بشرط كونه مجزوما، بالسكون، غير متصل بضمير نصب، ولا بساكن، نحو: {وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا}⁣(⁣١)، بخلاف: {مَنْ تَكُونُ لَهُ عاقِبَةُ الدَّارِ}⁣(⁣٢)، {وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِياءُ}⁣(⁣٣)، لانتفاء الجزم؛ {وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْماً صالِحِينَ}⁣(⁣٤)، لأن جزمه بحذف النون، ونحو: «إن يكنه فلن تسلّط عليه»⁣(⁣٥)، لاتصاله بالضمير؛ ونحو: {لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ


= ظاهره إضافة اسم الزمان إلى غير الجملة الفعلية والمصدر وجب تأويله، فقولهم: يوم بدر ويوم الجمل، وقولهم في مثل: ما يوم حليمة بسر، كل ذلك بتأويل مصدر يضاف اسم الزمان إليه: أي يوم حرب بدر، ويوم حرب الجمل، ويوم إغراء حليمة، ونحو ذلك. ومن أجل ذلك أوله النحاة من قبل سيبويه على ما حكاه عنهم بتقدير فعل.

(١) سورة مريم، الآية: ٢٠، ومثل الآية الكريمة في حذف النون من المضارع المستوفي للشروط ما أنشده الأصمعي:

فإن يك هذا عهد ريّا وأهلها ... فهذا الّذي كنّا ظننّا وظنّت

ومثله قول ضابئ بن الحارث البرجمي، وهو الشاهد رقم ١٤٢ الآتي:

فمن يك أمسى بالمدينة رحله ... فإنّي وقيّار بها لغريب

وقد جاء على هذا قول أبي الطيب المتنبي:

ومن يك ذا فم مرّ مريض ... يجد مرّا به الماء الزّلالا

وقد صنع ذلك الشنفرى ثلاث مرات في بيتين، وذلك قوله:

فلم يك إلا نبأة ثمّ هوّمت ... فقلنا قطاة ريع أم ريع أجدل

فإن يك من جنّ لأبرح طارقا ... وإن يك إنسا ما كها الإنس يفعل

وقوله «ما كها الإنس يفعل» أي ما يفعل الإنس مثلها.

(٢) سورة الأنعام، الآية: ١٣٥.

(٣) سورة يونس، الآية: ٧٨.

(٤) سورة يوسف، الآية: ٩.

(٥) هذا جزء من حديث نبوي يقول النبي لعمر بن الخطاب في شأن ابن صياد، وكان =