[ومنها: جواز حذف النون من مضارعها]
  لَهُمْ}(١)، لاتصاله بالساكن؛ وخالف في هذا يونس، فأجاز الحذف، تمسكا بنحو قوله:
  [٩٩] -
  فإن لم تك المرآة أبدت وسامة
= عمر قد حسبه المسيح الدجال.
(١) سورة النساء، الآية: ١٣٧.
[٩٩] - هذا صدر بيت من الطويل، وعجزه قوله:
فقد أبدت المرآة جبهة ضيغم
وهذا البيت من كلام الخنجر بن صخر الأسدي.
اللغة: «المرآة» بكسر الميم وسكون الراء المهملة - معروفة، وإنما سميت بذلك لأنها آلة الرؤية «أبدت» أظهرت «وسامة» بفتح الواو والسين المهملة - جمالا وبهاء منظر، وهو مصدر وسم الرجل فهو وسيم - على مثال ظرف فهو ظريف - «ضيغم» أسد، وأصل اشتقاقه من الضغم. وهو العض، فالياء زائدة للإلحاق بجعفر.
المعنى: كان هذا الشاعر قد نظر في المرآة فلم يرقه منظره ولا أعجبه شكله، فأراد أن يسلي نفسه بأنه إن لم تكن صفاته الظاهرة على ما يروق ويعجب فإن صفاته الباطنة من الشجاعة والإقدام ونحوهما فوق الإعجاب.
الإعراب: «إن» حرف شرط جازم «لم» حرف نفي وجزم وقلب «تك» فعل مضارع ناقص، مجزوم بلم، وعلامة جزمه سكون النون المحذوفة للتخفيف «المرآة» اسم تكن يعود إلى المرآة، وجملة الفعل الماضي وفاعله المستتر فيه في محل نصب خبر تكن، وجملة تكن واسمها وخبرها في محل جزم فعل الشرط «فقد» الفاء داخلة على جواب الشرط، قد: حرف تحقيق «أبدت» أبدى، فعل ماض، والتاء للتأنيث «المرآة» فاعل أبدت «جبهة» مفعول به لأبدت، وجبهة مضاف و «ضيغم» مضاف إليه، وجملة الفعل ومفعوله في محل جزم جواب الشرط.
الشاهد فيه: قوله «لم تك المرآة» حيث حذفت النون من مضارع كان المجزوم بالسكون، مع أنه قد وليها حرف ساكن وهو اللام من «المرآة»، لأن الألف ألف الوصل، فلا حركة لها حين الوصل.
وقد ذهب يونس بن حبيب شيخ سيبويه إمام النحاة إلى أن الحذف في هذا الموضع جائز في سعة الكلام، وأنه غير مختص بضرورة الشعر، واستشهد على ما ذهب إليه بقراءة من قرأ لم يك الذين كفروا من أهل الكتاب بيت الشاهد الذي تقدم ذكره، وبقول الشاعر وهو الحسيل بن عرفطة: =