هذا باب الأفعال الداخلة على المبتدأ والخبر
  فأما قوله:
  [١٠٤] -
  إذ هم قريش وإذ ما مثلهم بشر
= اللغة: «خذل» جمع خاذل، مثل ركع في جمع راكع، وخاذل: اسم فاعل من خذله يخذله - من باب قتل - إذا ترك نصرته ولم يكن عونا له على عدوه «أخضع» أذل وأستكين، والخضوع والخشوع متقاربان «هم هم» أراد أنهم الكاملون في الشجاعة والشهامة، مثل قول الهذلي:
رقوني وقالوا: يا خويلد لا ترع ... فقلت وأنكرت الوجوه: هم هم
ومثل قول أبي النجم وهو الفضل بن قدامة العجلي:
أنا أبو النّجم وشعري شعري ... للّه درّي ما أجنّ صدري
المعنى: يصف أنه من قوم لا يخذلونه إذا دعاهم، ولا يسلمونه إذا جنى، فهو من أجل ذلك لا يخضع لعداه، ولا يستكين لمن يبغي عليه.
الإعراب: «ما» نافية مهملة «خذل» خبر مقدم مرفوع بالضمة الظاهرة «قومي» قوم: مبتدأ مؤخر، وقوم مضاف وياء المتكلم مضاف إليه «فأخضع» الفاء للسببية، أخضع: فعل مضارع منصوب بأن المصدرية المضمرة بعد الفاء، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا «للعدى» جار ومجرور متعلق بأخضع «ولكن» الواو حرف عطف، لكن:
حرف استدراك «إذا» ظرف لما يستقبل من الزمان «أدعوهم» أدعو: فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا، وضمير الغائب مفعول به، والجملة من الفعل وفاعله ومفعوله في محل جر بإضافة إذا إليها «فهم» الفاء واقعة في جواب الشرط، هم: مبتدأ «هم» خبر المبتدأ، وجملة المبتدأ والخبر لا محل لها من الإعراب جواب إذا.
الشاهد فيه: قوله «ما خذل قومي» حيث أبطل الشاعر عمل ما، فجاء بالمبتدأ والخبر جميعا مرفوعين، لأن الخبر قد تقدم على المبتدأ، وذلك يدل على أن من شرط إعمال ما في الاسم والخبر عمل ليس أن يكون الخبر واقعا بعد المبتدأ، وفي المسألة خلاف طويل ذكرنا خلاصته فيما مضى وسنذكره في شرح الشاهد الآتي، إن شاء اللّه.
[١٠٤] - هذا عجز بيت من البسيط، وصدره قوله:
فأصبحوا قد أعاد اللّه نعمتهم
وهذا البيت من كلام الفرزدق همام بن غالب بن صعصعة التميمي، من قصيدة له يمدح فيها أمير المؤمنين أعدل بني مروان عمر بن عبد العزيز. =