أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[لات، وشروط إعمالها ذلك العمل]

صفحة 257 - الجزء 1

  وإنما لم يشترط الشرط الأول لأن «إن» لا تزاد بعد «لا» أصلا.

[لات، وشروط إعمالها ذلك العمل]

  وأما «لات» فإن أصلها «لا» ثم زيدت التاء⁣(⁣١)، وعملها واجب، وله شرطان:

  كون معموليها اسمي زمان، وحذف أحدهما، والغالب كونه المرفوع، نحو:

  {وَلاتَ حِينَ مَناصٍ}⁣(⁣٢)، أي: ليس الحين حين فرار، ومن القليل قراءة بعضهم برفع الحين، وأما قوله:


= والواقي، والحافظ «واقيا» اسم فاعل من الوقاية، وهي الرعاية والحفظ.

المعنى: اصبر على ما أصابك، وتسل عنه، فإنه لا يبقى على وجه الأرض شيء، وليس للإنسان ملجأ يقيه ويحفظه مما قضاه اللّه تعالى.

الإعراب: «تعز» فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «فلا» الفاء تعليلية، ولا: نافية تعمل عمل ليس «شيء» اسمها «على الأرض» جار ومجرور متعلق بقوله: «باقيا» الآتي، ويجوز أن يكون متعلقا بمحذوف صفة لشيء «باقيا» خبر لا «ولا» نافية «وزر» اسمها «مما» من: حرف جر، وما: اسم موصول مبني على السكون في محل جر بمن، والجار والمجرور متعلق بقوله: «واقيا» الآتي «قضى اللّه» فعل وفاعل، والجملة لا محل لها صلة الموصول، والعائد محذوف تقديره: مما قضاه اللّه «واقيا» خبر لا.

الشاهد فيه: قوله: «لا شيء باقيا، ولا وزر واقيا» حيث أعمل «لا» في الموضعين عمل ليس، واسمها وخبرها نكرتان، وذكرهما جميعا.

هذا. وقد ذهب أبو الحسن الأخفش إلى أن «لا» ليس لها عمل أصلا، لا في الاسم ولا في الخبر، وأن ما بعدها مبتدأ وخبر، وذهب الزجاج إلى أن «لا» تعمل الرفع في الاسم، ولا تعمل شيئا في الخبر، والخبر بعدها لا يكون مذكورا أبدا، وكلا المذهبين فاسد، وبيت الشاهد رد عليهما جميعا؛ فالخبر مذكور فيه فكان ذكره ردا لما ذهب إليه الزجاج، وهو منصوب فكان نصبه ردا لما زعمه الأخفش والزجاج أيضا.

(١) إنما زيدت التاء على «لا» لتأنيث اللفظ كما زيدت هذه التاء في «ربت» وفي «ثمت» ويقال: زيدت التاء للدلالة على المبالغة في النفي، وزيادة التاء في «لات»: أحسن من زيادتها في «ثمت» وفي «ربت» لأن لا بمعنى ليس ومحمولة عليها، وليس تلحقها تاء التأنيث فتقول «ليست هند مفلحة» ومما يؤيد لك هذا أن تاء التأنيث تلحق «لا» التي تعمل عمل ليس ولا تلحق «لا» التي تعمل عمل إن.

(٢) سورة ص، الآية: