أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[لات، وشروط إعمالها ذلك العمل]

صفحة 258 - الجزء 1

  [١٠٩] -

  يبغي جوارك حين لات مجير


[١٠٩] - هذا عجز بيت من الكامل، وصدره قوله:

لهفي عليك للهفة من خائف

وهذا البيت من كلمة اختارها أبو تمام في ديوان الحماسة، ونسبها إلى قائلها بقوله:

«وقال التميمي في منصور بن زياد» اه. فأما التميمي فهو عبد اللّه بن أيوب، ويكنى أبا محمد، وهو شاعر مولد عربي فصيح متكلم، ومدح الفضل بن يحيى، وفيه يقول:

لعمرك ما الأشراف في كلّ بلدة ... وإن عظموا إلّا لفضل صنائع

ترى عظماء النّاس للفضل خشّعا ... إذا ما دنا والفضل للّه خاشع

ونسب صاحب التصريح وشارح الشواهد البيت إلى الشمردل الليثي، وفي الشعراء جماعة لقبوا بالشمردل، ذكر منهم المجد ثلاثة: الشمردل اليربوعي، والشمردل البجلي، والشمردل الكعبي، وذكر ثلاثتهم الآمدي في المؤتلف والمختلف (١٣٩) وذكر عدة أبيات لكل واحد منهم، ولم يذكر بيت الشاهد في شيء منها.

اللغة: «لهفي» اللهف - بفتح اللام وسكون الهاء أو فتحها - الحزن والأسى ويقال: هو الحزن على شيء يفوتك بعد أن تشارفه «للهفة» أي لأجل لهفة، فاللام الأولى مكسورة وهي لام الجر، واللهفة - بفتح فسكون - استغاثة ونداء المضطر «مجير» هو الناصر الذي يدفع الأذى ويمنع الاعتداء.

المعنى: إني أتحزن عليك وأظهر الأسى، لأنك كنت تجير من استغاث بك في الوقت الذي لا يجير فيه أحد.

الإعراب: «لهفي»: لهف: مبتدأ، وهو مضاف، وياء المتكلم مضاف إليه «عليك» جار ومجرور متعلق بلهف «للهفة» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ «من خائف» جار ومجرور متعلق بلهفة أو بمحذوف صفة للهفة «يبغي» فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود على الخائف «جوارك» جوار: مفعول به ليبغي، وهو مضاف وضمير المخاطب مضاف إليه، والجملة من يبغي وفاعله ومفعوله في محل جر صفة لخائف «حين» ظرف زمان متعلق بقوله يبغي «لات» حرف نفي «مجير» فاعل لفعل محذوف، والتقدير: حين لا يحصل مجير له، وجملة الفعل وفاعله في محل جر بإضافة حين إليها، وستعرف في بيان الاستشهاد وجها ثانيا.

الشاهد فيه: قوله: «لات مجير» حيث وقع فيه اسم مرفوع من غير أسماء الزمان بعد «لات» فيتوهم أن هذا الاسم المرفوع هو اسم «لات» وخبرها محذوف، ولكن هذا غير =