أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[فصل علامه الحرف عدم صلاحيه لشيء من علامات الاسم ولا علامات الفعل]

صفحة 26 - الجزء 1

  ولا بالأفعال فلا يعمل شيئا كهل، تقول: «هل زيد أخوك؟» و «هل يقوم؟» ومنها ما يختص بالأسماء فيعمل فيها كفي، نحو: {وَفِي الْأَرْضِ آياتٌ}⁣(⁣١)، {وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ}⁣(⁣٢) ومنها ما يختص بالأفعال فيعمل فيها كلم، نحو: {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ}⁣(⁣٣).


= الأسماء والتي مثّل لها بفي لا يسأل عن علتها، وحروف الجزم التي مثل لها بلم لا يسأل عن علتها. والحروف المشتركة المهملة التي مثل لها بهل لا يسأل عن علتها، ولكن قد وردت حروف مختصة بالاسم وعملت غير الجر، ووردت حروف مختصة بالفعل وعملت غير الجزم، ووردت حروف مشتركة بين الفريقين وعملت، ووردت حروف مختصة بالفعل وقد أهملت، ووردت حروف مختصة بالاسم وأهملت، فهذه خمسة أنواع جاءت على خلاف الأصل؛ فلا بد لمجيئها على خلاف الأصل من علة.

ومن النوع الأول - وهو الحرف المختص بالاسم الذي يعمل غير الجر - «إن» وأخواتها، وعلة عملها النصب والرفع أنها أشبهت الأفعال: في لفظها بمجيئها على ثلاثة أحرف أو أكثر، وفي معناها لدلالة «إن» على معنى أؤكد، ودلالة «كأن» على معنى أشبه وهلم جرا.

ومن النوع الثاني نواصب المضارع فإنها مختصة بالفعل ولم تعمل الجزم في اللغة الفصحى، بل عملت النصب، وعلة ذلك على ما ذكره النحاة أن لن أشبهت لا النافية للجنس في معناها، فعملت عملها فيما اختصت به، وحمل الباقي عليها.

ومن النوع الثالث - وهو الحرف المشترك الذي يعمل - «ما، ولا» اللتان ترفعان الاسم وتنصبان الخبر، وعلة عملهما ذلك أنهما أشبها ليس في المعنى، فعملا عملها.

ومن النوع الرابع - وهو الحرف الذي يختص بالفعل وقد أهمل - قد، والسين، وسوف، فإنها لا تدخل إلا على الأفعال ولا يعملن - مع ذلك - شيئا وعلة إهمالهن أن كل واحد منها نزل منزلة الجزء من الفعل، وجزء الشيء لا يعمل فيه.

ومن النوع الخامس - وهو الحرف المختص بالاسم وقد أهمل - حرف التعريف وهو أل عند عامة العرب وأم في لغة حمير، وعلة إهماله أنه نزل منزلة الجزء من الاسم بدليل أن العامل يتجاوزه.

(١) سورة الذاريات، الآية: ٢٠.

(٢) سورة الذاريات، الآية: ٢٢.

(٣) سورة الإخلاص، الآية: ٣.