أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

وإنما يبنى الاسم إذا أشبه الحرف، وأنواع الشبه ثلاثة:

صفحة 29 - الجزء 1

وإنما يبنى الاسم إذا أشبه الحرف، وأنواع الشّبه ثلاثة:

[أحدها: الشبه الوضعي:]

  أحدها: الشبه الوضعي: وضابطه أن يكون الاسم على حرف أو حرفين⁣(⁣١)، فالأول كتاء «قمت» فإنها شبيهة بنحو: باء الجر ولامه وواو العطف وفائه، والثاني:

  كنا من «قمنا» فإنها شبيهة بنحو: قد وبل.

  وإنما أعرب نحو: «أب، وأخ» لضعف الشبه بكونه عارضا؛ فإن أصلهما أبو وأخو، بدليل أبوان وأخوان.

[والثاني: الشبه المعنوي:]

  والثاني: الشبه المعنوي: وضابطه أن يتضمن الاسم معنى من معاني الحروف، سواء وضع لذلك المعنى حرف، أم لا.

  فالأول كمتى، فإنها تستعمل شرطا، نحو: «متى تقم أقم» وهي حينئذ شبيهة في المعنى بأن الشرطية، وتستعمل أيضا استفهاما نحو: {مَتى نَصْرُ اللَّهِ؟}⁣(⁣٢) وهي حينئذ شبيهة في المعنى بهمزة الاستفهام.

  وإنما أعربت أيّ الشرطية في نحو: {أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ}⁣(⁣٣) والاستفهامية


= والمبني - هو الصحيح الذي عليه جمهرة النحاة من الكوفيين والبصريين وذهب بعض النحاة إلى أن المضاف إلى ياء المتكلم نحو أبي وأخي وغلامي قسم ثالث لا معرب ولا مبني، أما أنه ليس معربا فلأنه ملازم لحركة واحدة وهي الكسرة، وأما أنه ليس مبنيا فلأنه لم يشبه الحرف، وهذا كلام غير مستقيم بل هو من نوع المعرب، والحركات مقدرة على ما قبل الياء مثل تقديرها على آخر الاسم المقصور وعلى آخر الاسم المنقوص، والمانع من ظهورها وجود حركة المناسبة لياء المتكلم وهي الكسرة.

(١) سواء أكان ثاني الحرفين حرف لين أم لم يكن - على الراجح، فما كان ثانيه حرف لين من الحروف مثل ما ولا، ومن الأسماء المشبهة لها مثل نا، وما كان ثانيه غير حرف لين من الحروف مثل هل وبل وقد، ومن الأسماء المشبهة لها كم ومن، وادعى الشاطبي أن أصل وضع الحرف أن يكون على حرف واحد أو حرفين ثانيهما حرف لين، وهو خلاف ما يراه المحققون.

(٢) سورة البقرة، الآية: ٢١٤.

(٣) سورة القصص، الآية: ٢٨.